سورة النور 2425 أن رميها رمى لسائر أمهات المؤمنين لاشتراك الكل في العصمة والنزاهة والانتساب إلى رسول الله A كما في قوله تعالى كذبت قوم نوح لمرسلين ونظائره وقيل أمهات المؤمنين فيدخل فيهن الصديقة دخولا أوليا وأما ما قيل من أن المراد هي الصديقة والجمع باعتبار استتباعها للمتصفات بالصفات المذكورة من نساء الأمة فيأباه أن العقوبات المترتبة على رمي هؤلاء عقوبات مختصة بالكفار والمنافقين ولا ريب في أن رمي غير أمهات المؤمنين ليس بكفر فيجب أن يكون المراد إياهن على أحد الوجهين فإنهن قد خصصن من بين سائر المؤمنات فجعل رميهن كفرا إبرازا لكرامتهن على الله D وحماية من أن يحوم حوله أحد بسور حتى أن ابن عباس Bهما جعله أغلظ من سائر أفراد الكفر حين سئل عن هذه الآيات فقال من أذنب ذنبا ثم تاب منه قبلت توبته إلا من خاض في أمر عائشة Bها وهل هو منه Bه إلا لتهويل أمر الإفك والتنبيه على أن كفر غليظ لعنوا بما قالوه في حقهن في الدنيا والآخرة حيث يلعنهم اللاعنون من المؤمنين والملائكة أبدا ولهم مع ما ذكر من اللعن الأبدي عذاب عظيم هائل لا يقادر قدره لغاية عظم ما اقترفوه من الجناية وقوله تعالى يوم تشهد عليهم الخ أما متصل بما قبله مسوق لتقرير العذاب المذكور بتعيين وقت حلوله وتهويله ببيان ظهور جناياتهم الموجبة له مع سائر جناياتهم المستتبعة لعقوباتها على كيفية هائلة وهيئة خارقة للعادات فيوم ظرف لما في الجار والمجرور المتقدم من معنى الاستقرار لا لعذاب وإن أغضبنا عن وصفة لإخلاله بجزالة المعنى وإما منقطع عنه مسوق لتهويل اليوم ما يحويه على أنه ظرف لفعل مؤخر قد ضرب عنه الذكر صفحا للإيذان بقصور العبارة عن تفصيل ما يفع فيه من الطامة التامة والداهية العامة كأنه قي قبل يوم تشهد عليكم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يكون من الأحوال والأهوال مالا يحيط به حيطةالمقال على أن الموصول المذكور عبارة عن جميع أعمالهم السيئة وجناياتهم القبيحة لا عن جناياتهم المعهودة فقط ومعنى شهادة الجوارح المذكورة بها أنه تعالى ينطقها بقدرته فتخبر كل جارحة منها بما صدر عنها من أفاعيل صاحبها لا أن كلا منها يخبر بجناياتهم المعهودة فحسب والموصول والمحذوف عبارة عنها وعن فنون العقوبات المترتبة عليها كافة لا عن إحداهما خاصة ففيه من ضروب التهويل وبالإجمال والتفصيل ما لا مزيد عليه وجعل الموصول المذكور عبارة عن خصوص جناياتهم المعهودة وحمل شهادة الجوارح على إخبار الكل بها فقط تحجير للواسع وتهوين لأمر الوازع والجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على استمرارهم عليها في الدنيا وتقديم عليهم على الفاعل للمسارعة إلى بيان كون الشهادة ضارة لهم مع ما فيه من التشويق إلى المؤخر كما مر مرارا وقوله تعالى يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق أي يوم إذ تشهد جوارحهم بأعمالهم القبيحة يطيعهم الله تعالى جزاءهم الثابت الذي يحقق أن يثبت