سورة النور 46 49 والهيئات والحركات والطبائع والقوى والأفاعيل مع اتحاد العنصر وإظهار الاسم الجليل في موضع الإضمار لتفخيم شأن الخلق المذكور والإيذان بأنه من أحكام الألوهية إن الله على كل شيء قدير فيفعل ما يشاء كما يشاء وإظهار الجلالة كما ذكر مع تأكيد استقلال الاستئناف التعليلي لقد أنزلنا آيات مبينات أي لكل مل يليق بيانه من الأحكام الدينية والأسرار التكوينية والله يهدي من يشاء أن يهديه بتوفيقه للنظر الصحيح فيما وإرشاد إلى التأمل في مطاويها إلى صراط المستقيم موصل إلى حقيقة الحق والفوز بالجنة ويقولون آمنا بالله وبالرسول شروع في بيان أحوال بعض من لم يشأ الله هدايته إلى الصراط المستقيم قال الحسن نزلت على المنافقين الذين كانوا يظهرون الإيمان ويسرون الكفر وقيل نزلت في بشر المنافق خاصم يهوديا فدعاه إلى كعب بن الأشراف واليهودي يدعوه إلى النبي A وقيل في المغيرة بن وائل خاصم عليا Bه في أرض وماء فإني أن يحاكم إلى رسول الله A وأياما كان فصيغه الجمع للإيذان بأن للقائل طائفة يساعدونه ويشايعونه في تلك المقالة كما يقال بنو فلان قتلوا فلانا والقاتل واحد منهم وأطعنا أي أطعناها في الأمر والنهي ثم يتولى عن قبول حكمه فريق منهم من بعد ذلك أي من بعد ما صدر عنهم ما صدر من ادعاء الإيمان بالله وبالرسول والطاعة لهما على التفصيل وما في ذلك من معنى البعد للإيذان بكونه أمرا معتدا به واجب المراعاة وما أولئك إشارة إلى القائلين لا إلى الفريق المتولي منهم فقط لعدم اقتضاء نفى الإيمان عنهم نفيه عن الأولين بخلاف العكس فإن نفيه عن القائلين مقتض لنفيه عنهم على أبلغ وجه وآكده وما فيه من معنى البعد للإشعار ببعد منزلتهم في الكفر والفساد أي وما أولئك الذين يدعون الإيمان والطاعة ثم يتولى بعضهم الذين يشاركونهم في العقد والعمل بالمؤمنين أي المؤمنين حقيقة كما يعرب عنه اللام أي ليسو بالمؤمنين المعهودين بالإخلاص في الإيمان والثبات عليه وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم أي الرسول بينهم لأنه المباشر حقيقة للحكم وإن كان ذلك حكم الله حقيقة وذكر الله تعالى لتفيخمه A والإيذان بجلالة محله عنده تعالى إذا فريق منهم معرضون أي فاجأ فريق منهم الإعراض عن المحاكمة إليه A لكون الحق عليهم بأنه A يحكم بالحق عليهم وهو شرح للتولي ومبالغة فيه وإن لم يكن لهم الحق لا عليهم يأتوا إليه مذعنين منقادين لجزمهم بأنه A يحكم لهم وإلى صلة ليأتوا فإن الإتيان والمجيء يعديان بالى أو لمذعنين