سورة الفرقان 3436 والصفات ويأباه الاستثناء المذكور فإن المتبادر منه يكون ما أعطاه الله تعالى من الحق مترتبا على ما أتوا به من الأباطيل دامغا لها ولا ريب في ما آتاه الله تعالى من الملكات السنية اللائقة بالرسالة قد أتاه من أول الأمر لا بمقابلة ما حكى عنهم من الاقتراحات لأجل دمغها وإبطالها الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أي يحشرون كائين على وجوههم يسبحون عليها ويجرون إلى جهنم وقيل مقلوبين وجوههم على قفاهم وأرجلهم إلى فوق روى عنه A يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أثلاث ثلث على الدواب و ثلث على وجوههم و ثلث على وثلث على أقدامهم ينسلون نسلا وأما ما قيل متعلقة قلوبهم بالسفليات متوجهة وجوههم إليها فبيعد لأن هول ذلك اليوم ليس بحيث يبقى لهم عنده تعلق بالسفليات أو توجه إليها في الجملة ومحل الموصول إما النصب أو الرفع على الذم أو الرفع على الابتداء وقوله تعالى أولئك بدل منه أو بيان له وقوله تعالى شرمكانا وأضل سبيلا خبر له أو اسم الإشارة مبتدأ ثان وشر خبره والجملة خبر للمصول ووصف السبيل بالضلال من باب الإسناد المجازي للمبالغة والمفضل عليه الرسول A على مهاج قوله تعالى قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه كأنه قي إن حاملهم على هذه الاقتراحات تحقير مكانه A بتضليل سبيله ولا يعلمون حالهم ليعلموا أنهم شر مكانا وأضل سبيلا وقيل هو متصل بقوله تعالى أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ولقد آتينا موسى جملة مستأنفة سيقت لتأكيد ما مر من التسلية والوعد بالهداية والنصر في قوله تعالى وكفى بربك هاديا ونصيرا بحكاية ما جرى بين من ذكر من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبين قومهم حكاية إجمالية كافية فيما هو المقصود واللام جواب لقسم محذوف أي وبالله لقد آتينا موسى التوراة أي أنزلناها عليه بالآخرة وجعلنا معه الظرف متعلق بجعلنا وقوله تعالى أخاه مفعول أول له وقوله تعالى هرون بدل منن أخاه أو عطف بيان له على عكس ما وقع في سورة طه وقوله تعالى وزيرا وفعول به ثان له وقد مرئمة معنى الوير أي جلعناه في أول الأمر وزيرا له فقلنا لهما حينذ اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا هم فرعون وقومه والآيات هي المعجزات التسع المفصلات الظاهرة على يدي موسى عليع السلام ولم يوصف القوم لهما عند إرسالهما إليهم بهذا الوصف ضرورة تأخر تكذيب الآيات عن إظهارها المتأخر عن ذهابهما المتأخر عن الأمر به بل إنما وصفوا بذلك عنه الحكاية لرسو ل الله A بيانا لعلة استحفافهم لما يحكى بعده من التدمير أي فذهبا اليهم فأرياهم آياتتا كلها فكذبوها تكذيبا مستمرا فدمرناهم التكذيب أثر ذلك التكذيب المستمر تدميرا عجيبا هائلا لا يقادر قدره ولا يدرك كنهه فاقتصر على حاشيتي القصة اكتفاء