سورة الفرقان 73 75 والذين إذا ذكروا بآيات ربهم المنطوية على المواعظ والأحكام لم يخروا عليها صما وعميانا أي اكبوا عليها سامعين بآذان واعية مجلين لها بعيون راعية وإنما عبر عن ذلك بنفي الضد تعريضا بما يفعله الكفرة والمنافقون وقيل الضمير للمعاصي المدلول عليها باللغو والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة اعين بتوفيقهم للطاعة وحيازة الفضائل فان المؤمن إذا ساعده اهلة في طاغة الله D وشاركوه فيها يسر بهم قلبه وتقر بهم عينة لما يشاهده من مشايعتهم له في مناهج الدين وتوقع لحوقهم به في الجنة حسبما وعد بقولة تعالي الحقنا بهم ذريتهم ومن ابتدائتة او بيانية وقرئ وذريتا وتنكير الاعين لارادة تنكير القرة تعظيما وتقليلها لان المراد أعين المنقين ولا ريب في قلتها نظرا الي غيرها واجعلنا للمتقين إماما أي أجعلنا بحيث يقتدون بنا في إقامة مواسم الدين بإفاضة العلم والتوفيق للعمل وتوحيده للدلالة على الجنس وعدم الإلباس كقوله تعالى ثم يخرجكم طفلا أو لأن المراد واجعل كل واحد منا إماما أو لأنهم كنفس واحدة لاتحاد طريقتهم واتفاق كلمتهم كذا قالوا وأنت خبير بأن مدار الكل صدور هذا الدعاء إما عن الكل بطريق المعية وأنه محال لاستحانة إجتماعهم في عصر واحد فما ظك بإجتماعهم في مجلس واحد واتفاقهم على كلمة واحدة وإما عن كل واحد منهم بطريق تشريك غيره في استدعاء الإمامة وأنه ليس بثابت جزما بل الظاهر صوره عنهم بطريق الإنفراد وأن عبارة كل واحد منهم عند الدعاء واجعلني للمتقين إماما خلا أنه حكيت عبارات الكل بصيغة المتكلم مع الغير للقصد إلى الإيجاز على طريقة قوله تعالى يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وأتقى إماما على حاله وقيل الإمام جمع آم بمعنى قاصد كصيام جمع صائم ومعناه قاصدين لهم مقتدين بهم وإعادة الموصول في المواقع السبعة مع كفاية ذكر الصلات بطريق العطف على صلة الموصول الأول للإبذان بأن كل واحد مما ذكر في حيز صلة الموصولات المذكورة وصف جليل على حيالة له شأن خطير حقيق بأن يفرد له موصوف مستقل ولا يجعل شيء من ذلك تتمة لغيره وتوسيط العاطف بين الموصولات لتنزيل الإختلاف العنواني منزلة الإختلاف الذاتي كما في قوله ... إلى الملك القرم وابن الهمام ... وليث الكتائب في المزدحم ... .
أولئك إشارة إلى المتصفين بما فصل في حين صلة الموصولات الثمانية من حيث اتصافهم به وفيه دلالة على أنهم متميزون بذلك أكمل تميز منتظمون بسببه في سلك الأمور المشاهدة وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلتهم في الفضل وهو مبتدأ خبرة قوله تعالى يجزون الغرفة والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب مبينة لما لهم في الآخرة من السعادة الأبدية إثر بيان ما لهم في الدنيا من الأعمال السنية والغرفة الدرجة العالية من المنازل وكل بناء