سورة الشعراء 23 28 .
قال فرعون لما سمع منه E تلك المقالة المتينة وشاهد تصلبه في أمره وعدم تأثره بما قدمه من الإبراق والإرعاد شرع في الإعتراض على دعواه E فبدأ بالإستفسار عن المرسل فقال وما رب العالمين حكاية لما وقع في عباراته E أي أى شيء رب العالمين الذي ادعيت أنك رسوله منكرا لأن يكون للعالمين رب سواه حسبما يعرب عنه قوله أنا ربكم الأعلى وقوله ما علمت لكم من إله غيري وينطق به وعيده عند تمام أجوبته E قال موسى عليه السلام مجيبا له رب السموات والأرض وما بينهما بتعيين ما أراه بالعالمين وتفصيله لزيادة التحقيق والتقرير وحسم مادة تزوير اللعين وتشكيكه بحمل العالمين على ما تحت مملكته إن كنتم موقنين أي إن كنتم موقنين الأشياء محققين لها علمتم ذلك أو إن كنتم موقنين بشيء من الأشياء فهذا أولى بالإيقان لظهوره وإنارة دليله قال أي فرعون عند سماع جوابه E خوفا من تأثيره في قلوب قومه وإذعانهم له لمن حوله من أشراف قومه قال ابن عباس Bهما كانوا خمسائة عليهم الأساور وكانت للملوك خاصة ألا تستمعون مرائيا لهم أن ما سمعوه من جوابه E مع كونه مما لا يليق بأن يعتدبه أمر حقيق بأن يتعجب منه كأنه قال ألا تستمعون ما يقوله فاستمعوه وتعجبوا منه حيث يدعى خلاف أمر محقق لا اشتباه فيه يريد به ربوبية نفسه قال E تصريحا بما كان مندرجا تحت جوابية السابقين ربكم ورب آبائكم الأولين وحطا له من ادعاء الربوبية إلى مرتبة المربوبية قال أي فرعون لما واجهه موسى عليه السلام بما ذكر غاظه ذلك وخاف من تأثر قومه منه فأراهم أن ما قاله E مما لا يصدر عن العقلاء صدا لهم عن قبوله فقال مؤكدا لمفالته الشنعاء بحر في التأكيد إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ليفتنهم بذلك ويصرفهم عن قبول الحق وسماه رسولا بطريق الإستهزاء وأضافه إلى محاطبية ترفعا من أن يكون مرسلا إلى نفسه قال E رب المشرق والمغرب وما بينهما قاله E تكميلا لجوابه الأول وتفسيرا له