القصص 29 أي كما لا أطالب بالزيادة على العشر لا اطالب بالزيادة على الثمان او ايما الاجلين قضيت فلا اثم علي يعني كما لا اثم علي في قضاء الاكثر لا اثم علي في قضاء الاقصر فقط وقرىء أي الاجلين ما قضيت فما مزيدة لتأكيد القضاء كما انها في القراءة الاولى مزيدة لتأكيد ابهام أي وشياعها وقرىء ايما بسكون الياء كقول من قال تنظرت نصرا والسماكين أيهما على من الغيث استهلت مواطره والله على ما نقول من الشروط الجارية بيننا وكيل شاهد وحفظ فلا سبيل لاحد منا الى الخروج عنه اصلا وليس ما حكى عنهما عليهما الصلاة والسلام تمام ما جرى بينهما من الكلام في انشاء عقد النكاح وعقد الاجارة وايقاعهما بل هو بيان لما عز ما عليه واتفقا على ايفاعه حسبما يتوقف عليه مساق القصة اجمالا من غير تعرض لبيان مواجب العقدين في تلك الشريعة تفصيلا روى انهما لما اتما العقد قال شعيب لموسى عليهما السلام ادخل ذلك البيت فخذ عصا من تلك العصى وكانت عنده عصى الانبياء عليهم الصلاة والسلام فأخذ عصا هبط بها آدم E من الجنة ولم يزل الانبياء يتوارثونها حتى وقعت الى شعيب عليه السلام فمسها وكان مكفوفا فضن بها فقال خذ غيرها فما وقع في يده الا هي سبع مرات فعلم ان له شأنا وقيل اخذها جبريل عليه السلام بعد موت آدم عليه السلام فكانت معه حتى لقى بها موسى عليه السلام ليلا وقيل اودعها شعيبا ملك في صورة رجل فأمر بنته ان تأتيه بعصا فأتته بها فردها سبع مرات فلم يقع في يدها غيرها فدفعها اليه ثم ندم لانها وديعة فتبعه فاختصما فيها ورضيا ان يحكم بينها اول طالع فأتاهما الملك فقال القياها فمن رفعها فهي له فعالجها الشيخ فلم يطقها ورفعها موسى عليه السلام وعن الحسن رضي الله تعالى عنه ما كانت الا عصا من الشجر اعترضها اعتراضا وعن الكلبي رحمة الله الشجرة التي منها نودي شجرة العوسج ومنها كانت عصاه ولما اصبح قال له شعيب صلوات الله وسلامه عليهما اذا بلغت مفرق الطريق فلا تأخذ على يمينك فإن الكلا وان كان بها اكثر الا ان فيها تنينا اخشاه عليك وعلى الغنم فأخذت الغنم ذات اليمين فلم يقدر على كفها ومشى على اثرها فإذا عشب وريف لم ير مثله فنام فإذا بالتنين قد اقبل فحاربته العصا حتى قتلته وعادت الى جنب موسى عليه السلام دامية فلما ابصرها دامية والتنين مقتولا ارتاح لذلك ولما رجع الى شعيب عليهما السلام مس الغنم فوجدها ملأى البطون غزيرة اللبن فأخبره موسى عليه السلام بالشأن ففرح وعلم أن لموسى والعصا شأنا وقال له إنى وهبت لك من نتاج غنمى هذا العام كل أدرع ودعاء فأوحى إليه في المنام أن اضرب بعصاك مستقى الغنم ففعل ثم سقى فما أخطأت واحدة إلا وضعت ادرع ودرعاء فوفى له بشرطه والفاء في قوله تعالى فلما قضى موسى الاجل فصيحة أي فعقدا العقدين وباشر موسى ما لتزمه فلما أتم الأجل وسار بأهله نحو مصر بإذن من شعيب عليهما السلام روى انه E قضى ابعدالا جلين ومكث عنده بعد ذلك عشر سنين ثم عزم على العود الى مصر فاستأذنه في