القصص 38 41 موسى ربى اعلم بمن جاء بالهدى من عنده يريد به نفسه وقرئ قال بغير واولانه جواب عن مقألهم ووجه العطف ان المراد حكاية القولين ليوازن السامع بينهما فيميز صحيحهما من الفاسد ومن تكون له عاقبة الدار أي العاقبة المحمودة في الدار وهي الدنيا وعاقبتها الاصلية هي الجنة لانها خلقت مجازا إلى الاخرة ومزرعة لها والمقصود بالذات منها الثواب وأما العقاب فمن نتائج اعمال العصاه وسيئات الغواة وقرئ يكون بالياء التحتانية إنه لا يفلح الظالمون أي لا يفوزون بمطلوب ولا ينجون عن محذور وقال قرعون يايها الملأ ما علمت لكم من إله غيري قاله اللعين بعد ما جمع السحرة وتصدى للمعارضة فكان من أمرهم ما كان فأوقد لي يا هامان على الطين أي اصنع آجرا فاجعل لى منه صرحا أي قصرا رفيعا لعلى اطلع الى إله موسى كأنه توهم أنه لو كان لكان جسما في السماء يمكن الرقي اليه ثم قال وإنى لأظنه من الكاذبين أو أراد ان يبنى له رصدا يترصد منه أوضاع الكواكب فيرى هل فيها ما يدل على بعثه رسول وتبدل دولته وقيل المراد بنفى العلم نفى المعلوم كما في قوله تعالى قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الارض فإن معناه بما ليس فيهن وهذا من خواص العلوم الفعلية فإنها لازمة لتحقق معلوماتها فيلزم من انتفائها انتفاء معلوماتها ولا كذلك العلوم الانفعالية قيل أول من اتخذ الاجر فرعون ولذلك امر باتخاذه على وجه يتضمن تعليم الصنعة مع ما فيه من تعظيم ولذلك نادى هامان باسمه بيافي وسط الكلام واستكبر هو وجنوده في الارض ارض مصر بغير الحق بغير استحقاق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون بالبعث للجزاء وقرئ بفتح الياء وكسر الجيم من رجع رجوعا والاول من رجع رجعا وهو الانسب بالمقام فأخذناه وجنوده عقيب ما بلغوا من الكفر والعتو اقصى الغايات فنبذناهم في اليم قدمر تفصيله وفيه من تفخيم شأن الأخذ وتهويله واستحقار المأخوذين المنبوذين ما لا يخفى كأنه تعالى أخذهم مع كثرتهم في كف وطرحهم في البحر ونظيره قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وبينها للناس ليعتبروا بها وجعلناهم أي صيرناهم في عهدهم أئمة يدعون الناس الى النار الى ما يؤدي إليها من الكفر والمعاصي أي قدوة يقتدى بهم اهل الضلال لما صرفوا أختيارهم الى تحصيل تلك الحالة وقيل