القصص 55 57 يؤتون أجرهم مرتين مرة على إيمانهم بكتابهم ومرة على إيمانهم بالقرآن بما صبروا بصبرهم وثباتهم على الايمانين أو على الايمان بالقرآن قبل النزول وبعده أو على اذى من هاجرهم أهل دينهم ومن المشركين ويدرءون بالحسنة السيئة أي يدفعون بالطاعة المعصية لقوله وأتبع السيئة الحسنة تمحها ومما رزقناهم ينفقون في سبيل الخير وإذا سمعوا اللغو من اللاغين أعرضوا عنه عن اللغو تكرما كقوله تعالى وإذا مروا باللغو مروا كراما وقالوا لهم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم بطريق المتاركة والتوديع لا نبتغي الجاهلين لا نطلب صحبتهم ولا نريد مخالطتهم إنك لا تهدى هداية موصلة الى البغية لا محالة من أحببت من الناس ولا تقدر على أن تدخله في الاسلام وإن بذلت فيه غاية المجهود وجاوزت في السعي كل حد معهود ولكن الله يهدي من يشاء أن يهديه فيدخله في الاسلام وهو أعلم بالمهتدين بالمستعدين لذلك والجمهور على أنها نزلت في ابي طالب فإنه لما احتضر جاءه رسول الله وقال له يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج بها لك عند الله قال له يا ابن اخي قد علمت أنك لصادق ولكنى أكره ان يقال جزع عند الموت ولولا أن يكون عليك وعلى بنى أبيك غضاضة بعدي لقلتها ولآقررت بها عينك عند الفراق لما أرى من شدة وجدك ونصيحتك ولكنى سوف اموت على ملة الاشياخ عبد المطلب وهاشم وعبد مناف وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا نزلت في الحرث بن عثمان ابن نوفل بن عبد مناف حيث أتى النبي فقال نحن نعلم أنك على الحق ولكنا نخاف إن اتبعناك وخالفنا العرب وإنما نحن أكلة رأس أن يتخطفونا من أرضنا فرد عليهم بقوله تعالى أولم نمكن لهم حرما آمنا أي ألم نعصمهم ولم نجعل مكانهم حرما ذا أمن لحرمة البيت الحرام الذي تتناحر العرب حوله وهو آمنون يجبى اليه وقرئ تجبى أي تجمع وتحمل إليه ثمرات كل شئ من كل أوب والجملة صفة اخرى لحرما دافعة لما عسى يتوهم من تضررهم بانقطاع الميرة رزقا من لدنا فإذا كان حالهم ما ذكروهم عبدة أصنام فكيف يخافون التخطف إذا ضموا إلى حرمة البيت حرمة التوحيد ولكن أكثرهم لا يعلمون أي جهلة لا ينفطنون له ولا يتفكرون ليعلموا ذلك وقيل هو متعلق بقوله تعالى من لدنا أي قليل منهم بتدبرون فيعلمون أن ذلك رزق من عند الله تعالى إذ لو علموا لما خافوا غيره وانتصاب رزقا على انه مصدر مؤكد لمعنى يجبى او حال من ثمرات على أنه بمعنى مرزوق لتخصصها بالاضافة ثم بين ان الامر بالعكس