القصص 64 68 ما أكرهناهم على الغى وإنما أغويناهم بطريق الوسوسة والتسويل لا بالقسر والالجاء فغووا باختيارهم غيا مثل غينا باختيارنا ويجوز أن يكون الذين صفة لاسم الاشارة وأغويناهم الخبر تبرأنا إليك منهم ومما اختاروه من الكفر والمعاصي هوى منهم وهو تقرير لما قبله ولذلك لم يعطف عليه وكذا قوله تعالى ما كانوا إيانا يعبدون أي ما كانوا يعبدوننا وإنما كانوا يعبدون أهواءهم وقيل ما مصدريه متصلة بقوله تعالى تبرأنا أي تبرأنا من عبادتهم إيانا وقيل ادعوا شركاءكم إما تهكما بهم أو إتبكيتا لهم فدعوهم لفرط الحيرة فلم يستجيبوا لهم ضرورة عدم قدرتهم على الاستجابة والنصرة ورأوا العذاب قد غشيهم لو أنهم كانوا يهتدون لوجه من وجوه الحيل يدفعون به العذاب أو إلى الحق لما لقوا ما لقوا وقيل لو للتمني أي تمنوا لو أنهم كانوا مهتدين ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين عطف على ما قبله سئلوا أولا عن إشراكهم وثانيا عن جوابهم للرسل الذين نهوهم عن ذلك فعميت عليهم الأنباء يومئذ أي صارت كالعمي عنهم لا تهتدي إليهم وأصله فعموا عن الأنباء وقد عكس للمبالغة والتنبيه على أن ما يحضر الذهن يفيض عليه ويصل إليه من خارج فإذا أخطأ لم يكن له حيلة إلى استحضاره وتعدية الفعل بعلى لتضمنه معنى الخفاء والاشتباه والمراد بالأنباء إما ما طلب منهم مما آجابوا به الرسل أو جميع الأنباء وهي داخله فيه دخولا أوليا وإذا كانت الرسل عليهم الصلاة والسلام يفوضون العلم في ذلك المقام الهائل إلى علام الغيوب مع نزاهتهم عن غاية المسئول فما ظنك بأولئك الضلال من الأمم فهم لا يتساءلون لا يسأل بعضهم بعضا عن الجواب الفرط الدهشة او العلم بأن الكل سواء في الجهل فأما من تاب من الشرك وآمن وعمل صالحا أي جمع بين الايمان والعمل الصالح فعسى ان يكون من المفلحين أي الفائزين بالمطلوب عنده تعالى الناجين عن المهروب وعسى للتحقيق على عادة الكرام او للترجي من قبل التائب بمعنى فليتوقع الافلاح وربك يخلق ما يشاء ان يخلقه ويختار ما يشاء اختياره من غير ايجاب عليه ولا منع له اصلا ما كان لهم الخيرة أي التخير كالطيرة بمعنى التطير والمراد نفي الاختيار المؤثر عنهم وذلك مما لاريب فيه وقيل المراد انه ليس لاحد من خلقه ان يختار عليه ولذلك خلا عن العاطف ويؤيده ما روى انه نزل في قول الوليد بن المغيرة لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم والمعنى