القصص 69 73 لا يبعث الله تعالى الرسل باختيار المرسل اليهم وقيل معناه ويختار الذي كان لهم فيه الخير والصلاح سبحان الله أي تنزه بذاته تنزها خاصا به من ان ينازعه احد او يزاحم اختياره اختيار وتعالى عما يشركون عن اشراكهم او عن مشاركة ما يشركونه به وربك يعلم ما تكن صدورهم كعداوة رسول الله وحقدهم عليه وما يعلنون كالطعن فيه وهو الله أي المستحق للعبادة لا اله الا هو لا احد يستحقها الا هو له الحمد في الاولى والآخرة لانه المولى للنعم كلها عاجلها وآجلها على الخلق كافة يحمده المؤمنون في الآخرة كما حمدوه في الدنيا بقولهم الحمد الله الذي اذهب عنا الحزن الحمد لله الذي صدقنا وعده ابتهاجا بفضله والتذاذا بحمده وله الحكم أي القضاء النافذ في كل شيء من غير مشاركة فيه لغيره واليه ترجعون بالبعث لا الى غيره قل تقريرا لما ذكر أرأيتم أي اخبروني ان جعل الله عليكم الليل سرمدا دائما من السرد وهو المتابعة والاطراد والميم مزيدة كما في دلاء مص من الدلاص يقال درع دلاص أي ملساء لينة الي يوم القيامة بإسكان الشمس تحت الارض او تحريكها حول الأفق الغائر من إله غير الله صفة لإله يأتيكم بضياء صفة أخرى له عليها يدور امر التبكيت والالزام كما في قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض وقوله تعالى فمن يأتيكم بماء معين ونظائرهما خلا أنه قصد بيان انتفاء الموصوف انتفاء الصفة ولم يقل هل إله الخ لإيراد التبكيت والالزام على زعمهم وقرئ بضئاء بهمزتين أفلا تسمعون هذا الكلام الحق سماع تدبر واستبصار حتى تذعنوا له وتعملوا بموجبه قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة بإسكانها في وسط السماء أو بتحريكها على مدار فوق الافق من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه استراحة من متاعب الاشغال ولعل تجريد الضياء عن ذكر منافعه لكونه مقصودا بذاته ظاهر الاستتباع لما نيط به من المنافع أفلا تبصرون هذه المنفعة الظاهرة التي لا تخفى على من له بصر ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه أي في الليل ولتبتغوا من