العنكبوت 38 41 الارض فأصبحوا في دراهم أي بلدهم أو منازلهم والافراد لأمن اللبس جاثمين باركين على الركب ميتين وعادا وثمودا منصوبان بإضمار فعل ينبئ عنه ما قبله أي أهلكنا وقرئ ثمودا بتأويل الحي وقد تبين لكم من مساكنهم أي وقد ظهر لكم إهلا كنا إياهم من جهة مساكنهم بالنظر إليها عند اجتيازكم بها ذهابا الى الشام وإيابا منه وزين لهم الشيطان أعمالهم من فنون الكفر والمعاصي فصدهم عن السبيل السوى الموصل الى الحق وكانوا مستبصرين متمكنين من النظر والاستدلال ولكنهم لم يفعلوا ذلك أو متبينين أن العذاب لا حق بهم بإخبار الرسل عليهم الصلاة والسلام لهم ولكنهم لجوا حتى لقوا ما لقوا وقارون وفرعون وهامان معطوف على عادا قيل تقديم قارون لشرف نسبه ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الارض وما كانوا سابقين مفلتين فائتين من قولهم سبق طالبه إذا فانه ولم يدركه ولقد أدركهم أمر الله عزوجل أي إدراك فتداركوا نحو الدمار والهلاك فكلا تفسير لما ينيئ عنه عدم سبقهم بطريق الابهام أي فكل واحد من المذكورين أخذنا بذنبه أي عاقبناه بجنايته لا بعضه دون بعض كما يشعر به تقديم المفعول فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا تفصيل للاخذ أي ريحا عاصفا فيها حصباء وقيل ملكا رماهم بهاؤهم قوم لوط ومنهم من أخذته الصيحة كمدين وثمود ومنهم من خسفنابه الارض كقارون ومنهم من أغرقنا كقوم نوح وفرعون وقومه وما كان الله ليظلمهم بما فعل بهم فإن ذلك محال من جهته تعالى ولكن كانوا انفسهم يظلمون بالاستمرار على مباشرة ما يوجب ذلك من أنواع الكفر والمعاصي مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء أي فيما اتخذوه متعمدا ومتكلا كمثل العنكبوت اتخذت بيتا فيما نسجته في الوهن والخور بل ذلك أوهن من هذا لأن له حقيقة وانتفاعا في الجملة او مثلهم بالاضافة الى الموحد كمثله بالاضافة الى رجل بني بيتا من حجر وجص والعنكبوت يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث والغالب في الاستعمال التأنيث وتاؤه