الروم 28 29 الحكيم الذي يجري الافعال على سنن الحكمة والمصلحة ضرب لكم مثلا يتبين به بطلان الشرك من انفسكم أي منتزعا من احوالها التي هي اقرب الامور اليكم واعرفها عندكم واظهرها دلالة على ما ذكر من بطلان الشرك لكونها بطريق الاولوية وقوله تعالى هل لكم الخ تصوير للمثل أي هل لكم مما ملكت ايمانكم من العبيد والاماء من شركاء فيما رزقناكم من الاموال وما يجري مجراها مما تتصرفون فيها فمن الاولى ابتدائية والثانية تبعيضية والثالثة مزيدة لتأكيد النفي المستفاد من الاستفهام فقوله تعالى فأنتم فيه سواء تحقيق لمعنى الشركة وبيان لكونهم وشركائهم متساوين في التصرف فيما ذكر من غير مزية لهم عليها على ان هناك محذوفا معطوفا على انتم لا انه عام للفريقين بطريق التغليب أي هل ترضون لانفسكم والحال ان عبيدكم امثالكم في البشرية واحكامها ان يشاركوكم فيما رزقناكم وهو معار لكم فأنتم وهم فيه سواء يتصرفون فيه كتصرفكم من غير فرق بينكم وبينهم تخافونهم خبر آخر لانتم او حال من ضمير الفاعل في سواء أي تهابون ان تستبدوا بالتصرف فيه بدون رايهم كخيفتكم انفسكم أي خيفة كائنة مثل خيفتكم من الاحرار المساهمين لكم فيما ذكر والمعنى نفي مضمون ما فصل من الجملة الاستفهامية أي لا ترضون بأن يشارككم فيما هو معار لكم مماليككم وهم امثالكم في البشرية غير مخلوقين لكم بل لله تعالى فكيف تشركون به سبحانه في المعبودية التي هي من خصائصه الذاتية مخلوقه بل مصنوع مخلوقه حيث تصنعونه بأيديكم ثم تعبدونه كذلك أي مثل ذلك التفصيل الواضح نفصل الآيات أي نبينها ونوضحها لا تفصيلا ادنى منه فإن التمثيل تصوير للمعاني المعقولة بصورة المحسوس وابراز لأوابد المدركات على هيئة المأنوس فيكون في غاية الايضاح والبيان لقوم يعقلون أي يستعملون عقولهم في تدبر الامور وتخصيصهم بالذكر مع عموم تفصيل الآيات للكل لانهم المنتفعون بها بل اتبع الذين ظلموا اعراض عن مخاطبتهم ومحاولة ارشادهم الى الحق بضرب المثل وتفصيل الآيات واستعمال المقدمات الحقة المعقولة وبيان لاستحالة تبعيتهم للحق كأنه قيل لم يعقلوا شيئا من الآيات المفصلة بل اتبعوا اهواءهم الزائغة ووضع الموصول موضع ضميرهم للتسجيل عليهم بأنهم في ذلك الاتباع ظالمون واضعون للشيء في غير موضعه او ظالمون لانفسهم بتعريضها للعذاب الخالد بغير علم أي جاهلين ببطلان ما اتوا مكبين عليه لا يلويهم عنه صارف حسبما يصرف العالم اذا اتبع الباطل علمه ببطلانه فمن يهدي من اضل الله أي خلق فيه الضلال بصرف اختياره الى كسبه أي لا يقدر على هدايته احد وما لهم أي لمن اضله الله تعالى والجمع باعتبار المعنى من ناصرين يخلصونهم من الضلال ويحفظونهم من تبعانه وآفاته على معنى ليس لواحد منهم ناصر واحد على ما هو قاعدة مقابلة الجمع بالجمع