الروم 58 60 بينهما فاصل ولاهم يستعتبون لا يدعون الى ما يقتضى اعتابهم أي ازالة عتبهم من التوبة والطاعة كما دعوا اليه في الدنيا من قولهم استعتبني فلان فأعتبته أي استرضاني فأرضيته ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل أي وبالله لقد بينا لهم كل حال ووصفنالهم كل صفة كأنها في غرابتها مثل وقصصنا عليهم كل قصة عجيبة الشأن كصفة المبعوثين يوم القيامة وقصتهم وما يقولون وما يقال لهم ويفعل بهم من رد اعتذارهم ولئن جئتهم بآية من آيات القرآن الناطقة بأمثال ذلك ليقولن الذين كفروا لفرط عتوهم وعنادهم وقساوة قلوبهم مخاطبين للنبي والمؤمنين ان انتم الا مبطلون أي مزورون كذلك مثل ذلك الطبع الفظيع يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون لا يطلبون العلم ولا يتحرون الحق بل يصرون على خرافات اعتقدوها وترهات ابتدعوها فإن الجهل المركب يمنع ادراك الحق ويوجب تكذيب المحق فاصبر على ما نشاهد منهم من الاقوال الباطلة والافعال السيئة ان وعد الله حق وقد وعدك بالنصرة واظهار الدين واعلاء كلمة الحق ولا بد من انجازه والوفاء به لا محالة ولا يستخفنك لا يحملنك على الخفة والقلق الذين لا يوقنون بما تتلو عليهم من الايات البينة بتكذيبهم اياها وايذائهم لك بأباطيلهم التي من جملتها قولهم ان انتم الا مبطلون فإنهم شاكون ضالون ولا يستبعد منهم امثال ذلك وقرىء بالنون المخففة وقرىء ولا يستحقنك من الاستحقاق أي لا يفتننك فيملكوك وبكونوا احق بك من المؤمنين وايا ما كان فظاهر النظم الكريم وان كان نهيا للكفرة عن استخفافه واستحقاقه لكنه في الحقيقة نهى له عن التأثر من استخفافهم والافتتان بفتنتهم على طريق الكناية كما في قوله تعالى ولا يجر منكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا عن رسول الله من قرا سورة الروم كان له من الاجر عشر حسنات بعدد كل ملك يسبح الله تعالى بين السماء والارض وادرك ما ضيع في يومه وليلته