سبإ 41 43 لانهم اشرف شركائهم والصالحون للخطاب منهم ولان عبادتهم مبدأ الشرك فبظهور قصورهم عن رتبة المعبودية وتنزههم عن عبادتهم يظهر حال سائر شركائهم بطريق الاولوية وقرىء الفعلان بالنون قالوا استئناف مبنى على سؤال نشأ من حكاية سؤال الملائكة كأنه قيل فماذا يقول الملائكة حينئذ فقيل يقولون متنزهين عن ذلك سبحانك انت ولينا من دونهم والعدول الى صيغة الماضي الدلالة على التحقق أي انت الذي نواليه من دونهم لا موالاة بيننا وبينهم كأنهم بينوا بذلك براءتهم من الرضا بعبادتهم ثم اضربوا عن ذلك ونفوا انهم عبدوهم حقيقة بقولهم بل كانوا يعبدون الجن أي الشياطين حيث اطاعوهم في عبادة غير الله سبحانه وتعالى وقيل كانوا يتمثلون لهم ويخيلون لهم انهم الملائكة فيعبدونهم وقيل يدخلون اجواف الاصنام اذا عبدت فيعبدون بعبادتها اكثرهم بهم مؤمنون الضمير الاول للانس او للمشركين والاكثر بمعنى الكل والثاني للجن فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا من جملة ما يقال للملائكة عند جوابهم بالتنزه والتبرؤ عما نسب اليهم الكفرة يخاطبون بذلك على رءوس الاشهاد اظهارا لعجزهم وقصورهم عند عبدتهم وتنصيصا على ما يوجب خيبة رجائهم بالكلية والفاء ليست لترتيب ما بعدها من الحكم على جواب الملائكة فإنه محقق اجابوا بذلك ام لا بل لترتيب الاخبار به عليه ونسبة عدم النفع والضر الى البعض المبهم للمبالغة فيما هو المقصود الذي هو بيان عدم نفع الملائكة للعبدة بنظمه في سلك عدم نفع العبدة لهم كأن نفع الملائكة لعبدتهم في الاستحالة والانتفاء كنفع العبدة لهم والتعرض لعدم الضر مع انه لا بحث عنه اصلا اما لتعميم العجز او لحمل عدم النفع على تقدير العبادة وعدم الضر على تقدير تركها او لان المراد دفع الضر على حذف المضاف وتقييد هذا الحكم بذلك اليوم مع ثبوته على الاطلاق لانعقاد رجائهم على تحقق النفع يومئذ وقوله D ونقول للذين ظلموا عطف على نقول للملائكة لا على لا يملك كما قيل فإنه مما يقال يوم القيامة خطابا للملائكة مترتبا على جوابهم المحكى وهذا حكاية لرسول لما سيقال للعبدة يومئذ اثر حكاية ما سيقال للملائكة أي يوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة كذا وكذا ويقولون كذا وكذا ونقول للمشركين ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون يكون من الاهوال والاحوال مالا يحيط به نطاق المقال وقوله تعالى واذا تتلى عليهم آياتنا