فاطر 6 8 إن الشيطان لكم عدو عداوة قديمة لا تكاد تزول وتقديم لكم للاهتمام به فاتخذوه عدوا بمخالفتكم له في عقائدكم وأفعالكم وكونكم على حذر منه في مجامع أحوالكم وقوله تعالى إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير تقرير لعداوته وتحذير من طاعته بالتنبيه على أن غرضه في دعوة شيعته الى اتباع الهوى والركون الى ملاذ الدنيا ليس تحصيل مطالبهم ومنافعهم الدنيوية كما هو مقصد المتحابين في الدنيا عند سعى بعضهم في حاجة بعض بل هو توريطهم وإلقاؤهم في العذاب المخلد من حيث لا يحتسبون الذين كفروا لهم بسبب كفرهم وإجابتهم لدعوة الشيطان واتباعهم لخطواته عذاب شديد لا يقادر قدره مديد لا يبلغ مداه والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم بسبب ما ذكر من الايمان والعمل الصالح الذي من جملته عداوة الشيطان مغفرة عظيمة وأجر كبير لاغاية لهما أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا إما تقرير لما سبق من التباين البين بين عاقبتى الفريقين ببيان تباين حاليهما المؤديين الى تينك العاقبتين والفاء لإنكار ترتيب ما بعدها على ما قبلها أي ابعد كون حاليهما كما ذكر يكون من زين له الكفر من جهة الشيطان فانهمك فيه كمن استقبحه واجتنبه واختار الايمان والعمل الصالح حتى لا تكون عاقبتاهما كما ذكر فحذف ما حذف لدلالة ما سبق عليه وقوله تعالى فإن الله يضل الخ تقرير له وتحقيق للحق ببيان ان الكل بمشيئته تعالى أي فإنه تعالى يضل من يشاء ان يضله لاستحسانه واستحبابه الضلال وصرف اختياره إليه فيرده اسفل سافلين ويهدى من يشاء أن يهديه بصرف اختياره الى الهدى فيرفعه إلى اعلى عليين وإما تمهيد لما يعقبه من نهيه عن التحسر والتحزن عليهم لعدم إسلامهم ببيان أنهم ليسوا بأهل لذلك بل لأن يضرب عنهم صفحا ولا يبالي بهم قطعا أي أبعد كون حالهم كما ذكر تتحسر عليهم فحذف لما دل عليه قوله تعالى فلا تذهب نفسك عليهم حسرات دلالة بينة وإما تمهيد لصرفه عما كان عليه من الحرص الشديد على إسلامهم والمبالغة في دعوتهم إليه ببيان استحالة تحولهم عن الكفر لكونه في غاية الحسن عندهم أي أبعد ما ذكر من زين له الكفر من قبل الشيطان فرآه فانهمك فيه يقبل الهداية حتى تطمع في إسلامه وتتعب نفسك في دعوته فحذف ما حذف لدلالة ما مر من قوله تعالى فإن الله يضل من يشاء الخ على انه ممن شاء الله تعالى ان يضله فمن يهدى من أضل الله وما لهم من ناصرين وقرئ فلا تذهب نفسك وقوله تعالى حسرات إما مفعول له أي فلا