سورة يس 1 3 .
سورة يس مكية وعنه تدعى المعمة تعم صاحبها خير الدارين والدافعة والقاضية تدفع عنه كل سوء وتقضى له كل حاجة وآياتها ثلاث وثمانون .
بسم الله الرحمن الرحيم يس اما مسرود على نمط التعديد فلا حظ له من الاعراب او اسم السورة كما نص عليه الخليل وسيبويه وعليه الاكثر فمحله الرفع على انه خبر مبتدا محذوف او النصب على انه مفعول لفعل مضمر وعليهما مدار قراءة يس بالرفع والنصب أي هذه يس او اقرا يس ولا مساغ للنصب بإضمار فعل القسم لان ما بعده مقسم به وقد ابو الجمع بين قسمين على شيء واحد قبل انقضاء الاول ولا مجال للعطف لاختلافهما اعرابا وقيل هو مجرور بإضمار باء القسم مفتوح لكونه غير منصرف كما سلف في فاتحة سورة البقرة من ان ما كانت من هذه الفواتح مفردة مثل صاد وقاف ونون او كانت موازنة لمفرد نحو طس ويس وحم الموازنة لقابيل وهابيل يتأتى فيها الاعراب اللفظي ذكره سيبويه في باب اسماء السور من كتابه وقيل هما حركتا بناء كما في حيث واين حسبما يشهد بذلك قراءة يس بالكسر كجير وقيل الفتح والكسر تحريك للجد في الهرب من التقاء الساكنين وعن ابن عباس Bهما ان معناه يا انسان في لغة طيء قالوا المراد به رسول الله ولعل اصله يا انيسين فاقتصر على شطره كما قيل من الله في ايمن الله والقرآن بالجر على انه مقسم به ابتداء وقد جوز ان يكون عطفا على يس على تقدير كونه مجرورا بإضمار باء القسم الحكيم أي المتضمن للحكمة او الناطق بها بطريق الاستعارة او المتصف بها على الاسناد المجازي وقد جوز ان يكون الاصل الحكيم قائله فحذف المضاف واقيم المضاف اليه مقامه فبإنقلابه مرفوعا بعد الجر استكن في الصفة المشبهة كما مر في صدر سورة لقمان انك لمن المرسلين جواب للقسم والجملة لرد انكار الكفرة بقولهم في حقه لست مرسلا وهذه الشهادة منه D من جملة ما اشير اليه بقوله تعالى في جوابهم قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم وفي تخصيص القرآن بالاقسام به اولا وبوصفه بالحكيم ثانيا تنويه بشأنه وتنبيه على انه كما يشهد برسالته من حيث نظمه المعجز المنطوي على بدائع الحكم يشهد بها من هذه الحيثية ايضا لما ان الاقسام بالشيء