يس 46 47 الارض أو من عذاب الدنيا وعذاب الاخرة او ما تقدم من الذنوب وما تأخر لعلكم ترحمون اما حال من واو اتقوا او غاية له أي راجين ان ترحموا او كي ترحموا فتنجوا من ذلك لما عرفتم ان مناط النجاة ليس الا رحمة الله تعالى وجواب اذا محذوف ثقة بانفهامه من قوله تعالى وما تأتيهم من آية من آيات ربهم الا كانوا عنها معرضين انفهاما بينا اما اذا كان الانذار بالآية الكريمة فبعبارة النص واما اذا كان بغيرها فبدلالته لانهم حين اعرضوا عن آيات ربهم فلأن يعرضوا عن غيرها بطريق الاولوية كأنه قيل واذا قيل لهم اتقوا العذاب اعرضوا حسبما اعتادوه وما نافية وصيغة المضارع للدلالة على الاستمرار التجددى ومن الاولى مزيدة لتأكيد العموم والثاني تبعيضية واقعة مع مجرورها صفة لآية واضافة الآيات الى اسم الرب المضاف الى ضميرهم لتفخيم شأنها المستتبع لتهويل ما اجترءوا عليه في حقها والمراد بها اما الآيات التنزيلية فإتيانها نزولها والمعنى ما ينزل اليهم آية من الآيات القرآنية التي من جملتها هذه الآيات الناطقة بما فصل من بدائع صنع الله تعالى وسوابغ آلائة الموجبة للاقبال عليها والايمان بها الا كانوا عنها معرضين على وجه التكذيب والاستهزاء واما ما يعمها وغيرها من الآيات التكوينية الشاملة للمعجزات وغيرها من تعاجيب المصنوعات التي من جملتها الآيات الثلاث المعدودة آنفا فالمراد بإتيانها ما يعم نزول الوحي وظهور تلك الامور لهم والمعنى ما يظهر لهم آية من الايات التي من جملتها ما ذكر من شئونه الشاهدة بوحدانيته تعالى وتفرده بالالوهية إلا كانوا عنها معرضين تاركين للنظر الصحيح فيها المؤدي الى الايمان به تعالى وإيثاره على ان يقال إلا اعرضوا عنها كما وقع مثله في قوله تعالى وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر الدلالة على استمرارهم على الإعراض حسب استمرار إتيان الآيات وعن متعلقة بمعرضين قدمت عليه مراعاة للفواصل والجملة في حيز النصب على أنها حال من مفعول تأتى او من فاعله المتخصص بالوصف لاشتمالها على ضمير كل منهما والاستثناء مفرغ من أعم الاحوال أي ما تأتيهم من آية من آيات ربهم في حال من أحوالهم إلا حال إعراضهم عنها أو ما تأتيهم آية منها في حال من أحوالها إلا حال إعراضهم عنها وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله أي اعطاكم بطريق التفضل والإنعام من أنواع الاموال عبر عنها بذلك تحقيقا للحق وترغيبا في الإنفاق على منهاج قوله تعالى واحسن كما أحسن الله إليك وتنبيها على عظم جنايتهم في ترك الامتثال بالامر وكذلك من التبعيضية أي إذا قيل لهم بطريق النصيحة انفقوا بعض ما أعطاكم الله تعالى من فضله على المحتاجين فإن ذلك مما يرد البلاء ويدفع المكاره قال الذين كفروا بالصانع D وهم زنادقة كانوا بمكة للذين آمنوا تهكما بهم وبما كانوا عليه من تعليق الأمور بمشيئة الله تعالى أنطعم حسبما تعظوننا به من لو يشاء الله