الصافات 84 90 كان بينهما الا نبيان هود وصالح عليهم السلام وكان بين نوح وابراهيم الفان وستمائة واربعون سنة اذ جاء ربه منصوب باذكر او متعلق بما في الشيعة من معنى المشايعة بقلب سليم أي من آفات القلوب او من العلائق الشاغلة عن التبتل الى الله D ومعنى المجيء به ربه اخلاصه له كأنه جاء به متحفا اياه بطريق التمثيل اذ قال لابيه وقومه ماذا تعبدون بدل من الاولى او ظرف لجاء او لسليم أي أي شيء تعبدونه أئفكا آلهة دون الله تريدون أي اتريدون آلهة من دون الله افكا أي للافك فقدم المفعول على الفعل للعناية ثم المفعول له على المفعول به لان الاهم مكافحتهم بأنهم على إفك وباطل في شركهم ويجوز ان يكون افكا مفعولا به بمعنى اتريدون افكا ثم يفسر الافك بقوله آلهة من دون الله دلالة على انها افك في نفسها للمبالغة او يراد بها عبادتها بحذف المضاف ويجوز ان يكون حالا بمعنى آفكين فما ظنكم برب العالمين أي بمن هو حقيق بالعبادة لكونه ربا للعالمين حتى تركتم عبادته خاصة واشركتم به اخس مخلوقاته او فما ظنكم به أي شيء هو من الاشياء حتى جعلتم الاصنام له اندادا او فماظنكم به ماذا يفعل بكم وكيف يعاقبكم بعد ما فعلتم ما فعلتم من الاشراك به فنظر نظرة في النجوم قيل كانت له E حمى لها نوبة معينة في بعض ساعات الليل فنظر ليعرف هل هي تلك الساعة فإذا هي قد حضرت فقال اني سقيم وكان صادقا في ذلك فجعله عذرا في تخلفه عن عيدهم وقيل اراد اني سقيم القلب لكفركم وقيل نظر في علمها او في كتبها او في احكامها ولا منع من ذلك حيث كان قصده E ايهامهم حين ارادوا ان يخرجوا به E الى معيدهم ليتركوه فإن القوم كانوا نجامين فأوهمهم انه قد استدل بأمارة في النجوم على انه سقيم أي مشارف للسقم وهو الطاعون وكان اغلب الاسقام عليهم وكانوا يخافون العدوى ليتفرقوا عنه فهربوا منه الى معبدهم وتركوه في بيت الاصنام وذلك قوله تعالى فتولوا عنه مدبرين أي هاربين مخافة العدوى