الصافات 110 116 كذلك نجزي المحسنين ذلك إشارة الى إبقاء ذكره الجميل فيما بين الامم لا الى ما أشير إليه فيما سبق فلا تكرار وعدم تصدير الجملة بأنا للاكتفاء بما مر آنفا إنه من عبادنا المؤمنين الراسخين في الايمان على وجهه الايقان والاطمئنان وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين أي مقضيا بنبوته مقدرا كونه من الصالحين وبهذا الاعتبار وقعا حالين ولا حاجة الى وجود المبشر به وقت البشارة فإن وجود ذي الحال ليس بشرط وإنما الشرط مقارنة تعلق الفعل به لاعتبار معنى الحال فلا حاجة الى تقدير مضاف يجعل عاملا فيهما مثل وبشرناه بوجود إسحاق نبيا من الصالحين ومع ذلك لا يصير نظير قوله تعالى فادخلوها خالدين فإن الداخلين كانوا مقدرين خلودهم وقت الدخول وإسحاق عليه السلام لم يكن مقدرا نبوة نفسه وصلاحها حين ما يوجد ومن فسر الغلام بإسحاق جعل المقصود من البشارة نبوته E وفي ذكر الصلاح بعد تعظيم لشأنه وإيماء الى انه الغاية لها لتضمنها معنى الكمال والتكميل بالفعل على الاطلاق وباركنا عليه على ابراهيم في اولاده وعلى اسحاق بأن أخرجنا من صلبه انبياء بنى اسرائيل وغيرهم كأيوب وشعيب عليهم السلام أو افضنا عليهما بركات الدين والدنيا وقرئ وبركنا ومن ذريتهما محسن في عمله أو لنفسه بالايمان والطاعة وظالم لنفسه بالكفر والمعاصي مبين ظاهر ظلمه وفيه تنبيه على أن النسب لا تأثير له في الهداية والضلال وأن الظلم في أعقابهما لا يعود عليهما بتقيصه ولاعيب ولقد مننا على موسى وهرون أي أنعمنا عليهما بالنبوة وغيرها من النعم الدينية والدنيوية ونجيناهما وقومهما وهم بنو إسرائيل من الكرب العظيم هو ملكة آل فرعون وتسلطهم عليهم بألوان الغشم والعذاب كما في قوله تعالى وإذ أنجيناكم من آل فرعون وقيل هو الغرق وهو بعيد لانه لم يكن عليهم كربا ومشقة ونصرناهم أي إياهما وقومهما على عدوهم فكانوا بسبب ذلك هم الغالبين عليهم غلبة لا غاية وراءها بعد أن كان قومهما في أسرهم وقسرهم مقهورين تحت أيديهم العادية يسومونهم