الصافات 154 158 ثقة بدلالة القرائن عليه وجعله بدلا من ولد الله ضعيف وتقدير القول أي لكاذبون في قولهم اصطفى الخ تعسف بعيد مالكم كيف تحكمون بهذا الحكم الذي يقضى ببطلانه بديهة العقل أفلا تذكرون بحذف إحدى التاءين من تتذكرون وقرئ تذكرون من ذكر والفاء للعطف على مقدر أي ألا تلاحظون ذلك فلا تتذكرون بطلانه فإنه مركوز في عقل كل ذكى وغبى ام لكم سلطان مبين إضراب وانتقال من توبيخهم وتبكيتهم بما ذكر الى تبكيتهم بتكليفهم ما لا يدخل تحت الوجود اصلا أي بل الكم حجة واضحة نزلت عليكم من السماء بأن الملائكة بناته تعالى ضرورة أن الحكم بذلك لا بد له من سند حسى أو عقلى وحيث انتفى كلاهما فلا بد من سند نقلى فأتوا بكتابكم الناطق بصحة دعواكم إن كنتم صادقين فيها وفي هذه الآيات من الانباء عن السخط العظيم والإنكار الفظيع لأقاويلهم والاستبعاد الشديد لأباطيلهم وتسفيه احلامهم وتركيك عقولهم وأفهامهم مع استهزاء بهم وتعجيب من جهلهم ما لا يخفى على من تأمل فيها وقوله تعالى وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا التفات الى الغيبة للإيذان بانقطاعهم عن الجواب وسقوطهم عن درجة الخطاب واقتضاء حالهم ان يعرض عنهم وتحكى جناياتهم لآخرين والمراد بالجنة الملائكة قالوا الجنس واحد ولكن من خبث من الجن ومردوكان شرا كله فهو شيطان ومن طهر منهم ونسك وكان خيرا كله فهو ملك وإنما عبر عنهم بذلك الاسم وضعا منهم وتقصيرا بهم مع عظم شأنهم فيما بين الخلق أن يبلغوا منزلة المناسبة التي أضافوها اليهم فجعلهم هذا عبارة عن قولهم الملائكة بنات الله وإنما اعيد ذكره تمهيدا لما يعقبه من قوله تعالى ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون أي وبالله لقد علمت الجنة التي عظموها بأن جعلوا بينها وبينه تعالى نسبا وهم الملائكة أن الكفرة لمحضرون النار معذبون بها لكذبهم وافترائهم في قولهم ذلك والمراد به المبالغة في التكذيب ببيان ان الذين يدعى هؤلاء لهم تلك النسبة ويعلمون انهم أعلم منهم بحقيقة الحال يكذبونهم في ذلك ويحكمون بأنهم معذبون لأجله حكما مؤكدا وقيل إن قوما من الزنادقة يقولون الله تعالى وإبليس إخوان فالله هو الخير الكريم وإبليس هوالشرير اللئيم وهو المراد بقوله تعالى وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا قال الامام الرازي وهذا القول عندي اقرب الاقاويل وهو مذهب المجوس القائلين بيزدان واهر من ويعبرون عنهما بالنور والظلمة وقال مجاهد قالت قريش