ص 81 85 بكون السائل تبعا لهم في ذلك دليل واضح على انه اخبار بالانظار المقدر لهم ازلا لا انشاء لانظار خاص به قد وقع اجابة لدعائه وان استنظاره كان طلبا لتأخير الموت اذ به يتحقق كونه منهم لا لتأخير العقوبة كما قيل فإن ذلك معلوم من اضافة اليوم الى الدين أي انك من جملة الذين اخرت آجالهم ازلا حسبما تقتضيه حكمة التكوين الى يوم الوقت المعلوم الذي قدره الله وعينه لفناء الخلائق وهو وقت النفخة الاولى لا الى وقت البعث الذي هو المسئول فالفاء ليست لربط نفس الانظار بالاستنظار بل لربط الاخبار المذكور به كما في قول من قال فإن ترحم فأنت لذاك اهل فإنه لا إمكان لجعل الفاء فيه لربط ماله تعالى من الاهلية القديمة للرحمة بوقوع الرحمة الحادثة بل هي لربط الاخبار بتلك الاهلية للرحمة بوقوعها هذا وقد ترك التوقيت في سورة الاعراف كما ترك النداء والفاء في الاستنظار والإنظار تعويلا على ما ذكر ههنا وفي سورة الحجر وإن خطر ببالك أن كل وجه من وجوه النظم الكريم لا بد أن يكون له مقام بقتضيه مغاير لمقام غيره وان ما حكى من اللعين إنما صدر عنه مرة وكذا جوابه لم يقع إلا دفعه فمقام الاستنظار والإنظار إن اقتضى أحد الوجوه المحكية فذلك الوجه هو المطابق لمقتضى الحال والبالغ الى رتبة البلاغة ودرجة الاعجاز وأما ما عداه من الوجوه فهو بمعزل من بلوغ طبقة البلاغة فضلا عن العروج الى معارج الاعجاز فقد سلف تحقيقه في سورة الاعراف بفضل الله تعالى وتوفيقه قال فبعزتك الباء للقسم والفاء لترتيب مضمون الجملة على الإنظار ولا ينافيه قوله تعالى فبما أغويتنى وقوله رب بما أغويتى فإن إغواءه تعالى إياه أثر من آثار قدرته تعالى وعزته وحكم من أحكام قهره وسلطنته فمآل الإقسام بهما واحد ولعل اللعين اقسم بهما جميعا فحكى تارة قسمه بأحدهما وأخرى بالآخر أي فأقسم بعزتك لأغوينهم أجمعين أي ذرية آدم بتزيين المعاصي لهم إلا عبادك منهم المخلصين وهم الذين أخلصهم الله تعالى لطاعته وعصمهم من الغواية وقرئ المخلصين على صيغة الفاعل أي الذين اخلصوا قلوبهم واعمالهم لله تعالى قال أي الله D فالحق والحق أقول برفع الاول على أنه مبتدا محذوف الخبر أو خبر محذوف المبتدأ ونصب الثاني على أنه مفعول لما بعده قدم عليه للقصر أي لا اقول إلا الحق والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها أي فالحق قسمى لأملأن جهنم على أن الحق إما اسمه تعالى