الزمر 24 29 ومن يخذل فماله من هاد يخلصه من ورطة الضلال وقيل ذلك الذي ذكر من الخشية والرجاء اثر هداه تعالى يهدي بذلك الاثر من يشاء من عباده ومن يضلل أي من لم يؤثر فيه لطفه لقسوة قلبه واصراره على فجوره فماله من هاد من مؤثر فيه بشيء قط افمن يتقي بوجهه الخ استئناف جار مجري التعليل لما قبله من تباين حالي المهتدي والضال والكلام في الهمزة والفاء وحذف الخبر كالذي مر في نظيريه والتقدير اكل الناس سواء فمن شأنه انه بقى نفسه بوجهه الذي هو اشرف اعضائه سوء العذاب أي العذاب السيء الشديد يوم القيامة لكون يده التي بها كان يتقي المكاره والمخاوف مغلولة الى عنقه كمن هو آمن لا يعتريه مكروه ولا يحتاج الى الاتقاء بوجه من الوجوه وقيل نزلت في ابي جهل وقيل للظالمين عطف على يتقي ويقال لهم من جهة خزنة النار وصيغة الماضي الدلالة على التحقق والتقرر وقيل هو حال من ضمير يتقي بإضمار قد ووضع المظهر في مقام المضمر للتسجيل عليهم بالظلم والاشعار بعلة الامر في قوله تعالى ذوقوا ما كنتم تكسبون أي وبال ما كنتم تكسبونه في الدنيا على الدوام من الكفر والمعاصي كذب الذين من قبلهم استئناف مسوق لبيان ما اصاب بعض الكفرة من العذاب الدنيوي اثر بيان ما يصيب الكل من العذاب الاخروي أي كذب الذين من قبلهم من الامم السالفة فأتاهم العذاب المقدر لكل امة منهم من حيث لا يشعرون من الجهة التي لا يحتسبون ولا يخطر ببالهم اتيان الشر منها فأذاقهم الله الخزي أي الذل والصغار في الحياة الدنيا كالمسخ والخسف والقتل والسى والاجلاء ونحو ذلك من فنون النكال ولعذاب الآخرة المعد لهم اكبر لشدته وسرمدينه لو كانوا يعلمون أي لو كان من شأنهم ان يعلموا شيئا لعلموا ذلك واعتبروا به ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل يحتاج اليه الناظر في امور دينه لعلهم يتذكرون كي بتذكروا به ويتعظوا قرآنا عربيا حال مؤكدة من هذا على ان مدار التأكيد هو الوصف كقولك جاءني زيد رجلا صالحا او مدح له غير ذي عوج لا اختلاف فيه بوجه من الوجوه فهو ابلغ من المستقيم واخص بالمعاني وقيل المراد بالعوج الشك لعلهم يتقون علة اخرى مترتبة على الاولى ضرب الله مثلا رجلا فيه ايراد شركاء متشاكسون