الزمر 36 37 وعدهم الله جميع ما يشاءونه من زوال المضار وحصول المسار ليكفر عنهم بموجب ذلك الوعد اسوا الذي عملوا دفعا لمضارهم ويجزيهم اجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون اعطاء لمنافعهم واظهار الاسم الجليل في موقع الاضمار لابراز كمال الاعتناء بمضمون الكلام واضافة الا الأسوأ والاحسن الى ما بعدهما ليست من قبيل اضافة المفضل الى المفضل عليه بل من اضافة الشيء الى بعضه للقصد الى التحقيق والتوضيح من غير اعتبار تفضيله عليه وانما المعتبر فيهما مطلق الفضل والزيادة لا على المضاف اليه المعين بخصوصه كما في قولهم الناقص والاشج اعد لانني مروان خلا ان الزيادة المعتبرة فيهما ليست بطريق الحقيقة بل هي في الاول بالنظر الى ما يليق بحالهم من استعظام سيئاتهم وان قلت واستصغار حسناتهم وان جلت والثاني بالنظر الى لطف اكرم الاكرمين من استكثار الحسنة اليسيرة ومقابلتها بالمثوبات الكثيرة وحمل الزيادة على الحقيقة وان امكن في الاول بناء على أن تخصيص الاسوأ بالذكر لبيان تكفير ما دونه بطريق الاولوية ضرورة استلزام تكفير الأسوأ لتكفير السيء لكن لما لم يكن ذلك في الاحسن كان الأحسن نظمهما في سلك واحد من الاعتبار والجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل في صلة الموصول الثاني دون الاول للايذان باستمرارهم على الاعمال الصالحة بخلاف السيئة اليس الله بكاف عبده انكار ونفي لعدم كفايته تعالى على ابلغ وجه وآكده كأن الكفاية من التحقق والظهور بحيث لا يقدر احد على ان يتفوه بعدمها او يتلعثم في الجواب بوجودها والمراد بالعبد اما رسول الله او الجنس المنتظم له عليه السلام انتظاما اوليا ويؤيده قراءة من قرا عباده وفسر بالانبياء عليهم الصلاة والسلام وكذا قراءة من قرا بكافي عباده على الاضافة ويكافىء عباده صيغة المغالبة اما من الكفاية لافادة المبالغة فيها واما من المكافأة بمعنى المجازاة وهذه تسلية لرسول الله عما قالت له قريش انا نخاف ان تخبلك آلهتنا ويصيبك مضرتها لعيبك اياها وفي رواية قالوا لتكفن عن شتم آلهتنا او ليصيبنك منهم خبل او جنون كما قال قوم هود ان نقول الا اعتراك بعض آلهتا بسوء وذلك قوله تعالى ويخوفونك بالذين من دونه أي الاوثان التي اتخذوها آلهة من دونه تعالى والجملة استئناف وقيل حال ومن يضلل الله حتى غفل عن كفايته تعالى وعصمته له وخوفه بما لاينفع ولايضر اصلا فما له من هاد يهديه الى خير ما ومن يهد الله فما له من مضل يصرفه عن مقصده او يصيبه بسوء يخل بسلوكه اذ لا راد لفعله ولا معارض لارادته كما ينطق به قوله تعالى اليس الله بعزيز غالب لا يغالب منيع لا يمانع ولا ينازع ذي انتقام ينتقم من اعدائه لاوليائه واظهار الاسم الجليل في موقع الاضمار لتحقيق مضمون الكلام وتربية المهابة