الزمر 46 49 بين الغاية فيهما فإن الاستبشار هو أن يمتلئ القلب سرورا حتى ينبسط له بشرة الوجه والاشمئزاز أن يمتلئ غيظا وغما ينقبض منه أديم الوجه والعامل في إذا الاولى اشمأزت وفي الثانية ما هو العامل في إذا المفاجأة تقديره وقت ذكر الذين من دونه فاجأوا وقت الاستبشار قل اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة أي التجئ إليه تعالى بالدعاء لما تحيرت في أمر الدعوة وضجرت من شدة شكيمتهم في المكابرة والعناد فإنه القادر على الاشياء بجملتها والعالم بالاحوال برمتها أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أي حكما يسلمه كل مكابر معاند ويخضع له كل عات مارد وهو العذاب الدنيوي أو الاخروى وقوله تعالى ولو أن للذين ظلموا ما في الارض جميعا الخ كلام مستأنف مسوق لبيان آثار الحكم الذي استدعاه النبي وغاية شدته وفظاعته أي لو ان لهم جميع ما في الدنيا من الاموال والذخائر ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة أي لجعلوا كل ذلك فدية لأنفسهم من العذاب الشديد وهيهات ولات حين مناص وهذا كما ترى وعيد شديد وإقناط لهم من الخلاص وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون أي ظهر لهم من فنون العقوبات ما لم يكن في حسابهم وهذه غاية من الوعيد لا غاية وراءها ونظيره في الوعد قوله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين وبدا لهم سيئات ما كسبوا سيئات أعمالهم أو كسبهم حين تعرض عليهم صحائفهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون أي أحاط بهم جزاؤه فإذا مس الانسان ضر دعانا إخبار عن الجنس بما يفعله غالب أفراده والفاء لترتيب ما بعدها من المناقضة والتعكيس على ما مر من حالتيهم القبيحتين وما بينهما اعتراض مؤكد للإنكار عليهم أي إنهم يشمئزون عن ذكر الله تعالى وحده ويستبشرون بذكر الالهة فإذا مسهم ضر دعوا من اشمأزوا عن ذكره دون من استبشروا بذكره ثم إذا خولناه نعمة منا اعطيناه إياها تفصلا فإن التخويل مختص به لا يطلق على ما أعطى جزاء قال إنما أوتيته على علم أي على علم منى بوجوه كسبه أو أبى فأعطاه لما لي من الاستحفاق أو على علم من الله تعالى بي وباستحقاقى والهاء لما إن جعلت موصوله وإلا فلنعمة والتذكير لما أن المراد شئ نعمة بل هي فتنة أي محنة وابتلاء له ايشكر