الزمر 50 53 أم يكفر وهو رد لما قاله وتغيير السبك للمبالغة فيه والإيذان بأن ذلك ليس من باب الإيتاء المنبئ عن الكرامة وإنما هو أمر مباين له بالكلية وتأنيث الضمير باعتبار لفظ النعمة أو باعتبار الخبر وقرئ بالتذكير ولكن أكثرهم لا يعلمون ان الامر كذلك وفيه دلالة على ان المراد بالانسان هو الجنس قد قالها الذين من قبلهم الهاء لقوله إنما أوتيته على علم لأنها كلمة أو جملة وقرئ بالتذكير والموصول عبارة عن قارون وقومه حيث قال إنما اوتيته على علم عندي وهم راضون به فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون من متاع الدنيا ويجمعون منه فأصابهم سيئات ما كسبوا جزاء سيئات أعمالهم أو أجزبة ما كسبوا وتسميتها سيئات لانها في مقابلة سيئاتهم وجزاء سيئة سيئة مثلها والذين ظلموا من هؤلاء المشركين ومن للبيان او للتبعيض أي أفرطوا في الظلم والعتو سيصيبهم سيئات ما كسبوا من الكفر والمعاصي كا اصاب أولئك والسين للتاكيد وقد أصابهم أي إصابة حيث قحطوا سبع سنين وقتل صناديدهم يوم بدر وما هم بمعجزين أي فائنين أو لم يعلموا أي أقالوا ذلك ولم يعلموا أو أغفلوا ولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ان يبسطه له ويقدر لمن يشاء ان يقدره له من غير أن يكون لاحد مدخل ما في ذلك حيث حبس عنهم الرزق سبعا ثم بسطه لهم سبعا إن في ذلك الذي ذكر لآيات دالة على أن الحوادث كافة من الله D لقوم يؤمنون إذ هم المستدلون بها على مدلولاتها قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم أي افرطوا في الجناية عليها بالاسراف في المعاصي وإضافة العباد تخصصه بالمؤمنين على ما هو عرف القرآن الكريم لا تقنطوا من رحمة الله أي لا تيأسوا من مغفرته أولا ولا تفضله ثانيا إن الله يغفر الذنوب جميعا عفوا لمن يشاء ولو بعد حين بتعذيب في الجملة وبغيره حسبما يشاء وتقييده بالتوبة خلاف الظاهر كيف لا وقوله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ظاهر في الاطلاق فيما عدا الشرك ومما يدل عليه التعليل بقوله تعالى إنه هو الغفور الرحيم على المبالغة وإفادة الحصر والوعد بالرحمة بعد المغفرة وتقديم ما يستدعى عموم المغفرة في عبادى من الدلالة على الذلة والاختصاص المقتضيين للترحم وتخصيص ضرر الإسراف بأنفسهم والنهى عن القنوط مطلقا عن الرحمة فضلا عن المغفرة وإطلاقها وتعليله بأن الله يغفر الذنوب ووضع الاسم الجليل موضع