الزمر 54 59 الضمير لدلالته على أنه المستغنى والمنعم على الإطلاق والتأكيد بالجميع وما روى من اسباب النزول الدالة على ورود الاية فيمن تاب لا يقتضى اختصاص الحكم بهم ووجوب حمل المطلق على المقيد في كلام واحد مثل أكرم الفضلاء أكرم الكاملين غير مسلم فكيف فيما هو بمنزلة كلام واحد ولا يخل بذلك الامر بالتوبة والاخلاص في قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون اذ ليس المدعي ان الاية تدل على حصول المغفرة لكل احد من غير توبة وسبق تعذيب لتغنى عن الامر بهما وتنافي الوعيد بالعذاب واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم أي القرآن او المأمور به دون المنهي عنه او العزائم دون الرخص او الناسخ دون المنسوخ ولعله ما هو انجى واسلم كالانابة والمواظبة على الطاعة من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون بمجيئه لتتداركوا وتتأهبوا له ان تقول نفس أي كراهة ان تقول والتنكير للتكثير كما في قوله تعالى عملت نفس ما احضرت فإنه مسلك ربما يسلك عند ارادة التكثير والتعميم وقد مر تحقيقه في مطلع سورة الحجر يا حسرتا بالالف بدلا من ياء الاضافة وقرىء يا حسرتاه بهاء السكت وقفا وقرىء ياحسرتاي بالجمع بين العوضين وقرىء ياحسرتي على الاصل أي احضري فهذا او ان حضورك على ما فرطت أي على تفريطي وتقصيري في جنب الله أي جانبه وفي حقه وطاعته وعليه قول من قال ... اما تتقين الله في جنب وامق ... له كبد حرى وعين ترقرق ... .
وهو كناية فيها مبالغة وقيل في ذات الله على تقدير مضاف كالطاعة وقيل في قربه من قوله تعالى والصاحب بالجنب وقرىء في ذكر الله وان كنت لمن الساخرين أي المستهزئين بدين الله تعالى واهله ومحل الجملة النصب على الحال أي فرطت وانا ساخر او تقول لو ان الله هداني بالارشاد الى الحق لكنت من المتقين الشرك والمعاصي او تقول حين ترى العذاب لو ان لي كرة رجعة الى الدنيا فأكون من المحسنين في العقيدة والعمل واو للدلالة على انها لا تخلو عن هذه الاقوال تحسرا وتحيرا وتعللا بما لا طائل تحته وقوله تعالى بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين رد من الله تعالى عليه لما تضمنه قوله لو ان الله هداني من معنى النفي