غافر 51 55 بالبينات أي الم تنبهوا على هذا ولم تك تأتيكم رسلكم في الدنيا على الاستمرار بالحجج الواضحة الدالة على سوء مغبة ما كنتم عليه من الكفر والمعاصي كما في قوله تعالى الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا ارادوا بذلك الزامهم وتوبيخهم على اضاعة اوقات الدعاء وتعطيل اسباب الاجابة قالوا بلى أي اتونا بها فكذبناهم كما نطق به قوله تعالى بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير والفاء في قوله تعالى قالوا فادعوا فصحية كما في قول من قال فقد جئنا خراسانا أي اذا كان الامر كذلك فادعوا انتم فإن الدعاء لمن يفعل ذلك مما يستحيل صدوره عنا وتعليل امتناعهم عن الدعاء بعدم الاذن فيه مع عرائه عن بيان ان سببه من قبلهم كما تفصح عنه الفاء ربما يوهم ان الاذن في حيز الامكان وانهم لو اذن لهم فيه لفعلوا ولم يريدوا بأمرهم بالدعاء اطماعهم في الاجابة بل اقناطهم منها واظهار خيبتهم حسبما صرحوا في قولهم وما دعاء الكافرين الا في ضلال أي ضياع وبطلان وقوله تعالى انا لننصر رسلنا والذين آمنوا الخ كلام مستأنف مسوق من جهته تعالى لبيان ان ما صاب الكفرة من العذاب المحكي من فروع حكم كلي تقتضيه الحكمة وهو ان شأننا المستمر انا ننصر رسلنا واتباعهم في الحياة الدنيا بالحجة والظفر والانتقام لهم من الكفرة بالاستئصال والقتل والسبي وغير ذلك من العقوبات ولا يقدح في ذلك ما قد يتفق لهم من صورة الغلبة امتحانا اذ العبرة انما هي بالعواقب وغالب الامر ويوم يقوم الاشهاد أي يوم القيامة عبر عنه بذلك للاشعار بكيفية النصرة وانها تكون عند جميع الاولين والآخرين بشهادة الاشهاد للرسل بالتبليغ وعلى الكفرة بالتكذيب يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم بدل من الاول وعدم نفع المعذرة لانها باطلة وقرىء لا تنفع بالتاء ولهم اللعنة أي البعد عن الرحمة ولهم سوء الدار أي جهنم ولقد آتينا موسى الهدى ما يهتدي به من المعجزات والصحف والشرائع واورثا بني اسرائيل الكتاب وتركنا عليهم من بعده التوراة هدى وذكرى هداية وتذكرة او هاديا ومذكرا لاولي الالباب لذوي العقول السليمة العاملين بما في تضاعيفه فاصبر على ما نالك من اذية المشركين ان وعد الله أي وعده الذي ينطق به قوله تعالى ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون او وعده الخاص بك او جميع مواعيده التي من جملتها ذلك حق لا يحتمل الاخلاف اصلا واستشهد بحال موسى وفرعون