فصلت 34 37 وعنه أنهم أصحاب رسول الله A وقيل نزلت في المؤذنين والحق أن حكمها عام لكل من جمع ما فيها من الخصال الحميدة وإن نزلت فيمن ذكر وعمل صالحا فيما بينه وبين ربه وقال إنني من المسلمين ابتهاجا بأنه منهم أو اتخاذا للإسلام دينا ونحلة من قولهم هذا قول فلان أي مذهبه لا أنه تكلم بذلك وقرىء إني بنون واحدة ولا تستوى الحسنة ولا السيئة جملة مستأنفة سيقت لبيان محاسن الأعمال الجارية بين العباد إثر بيان محاسن الأعمال الجارية بين العبد وبين الرب D ترغيبا لرسول الله A في الصبر على أذية المشركين ومقابلة إسائتهم بالإحسان أي لا تستوى الخصلة الحسنة والسيئة في الآثار والأحكام ولا الثانية مزيدة التأكيد النفي وقوله تعالى ادفع بالتي هى أحسن الخ استئناف مبين لحسن عاقبة الحسنة أي ادفع السيئة حيث اعترضتك من بعض أعاديك بالتي هي أحسن ما يمكن دفعها به من الحسنات كالإحسان الى من اساء فإنه أحسن من العفو وإخراجه مخرج الجواب عن سؤال من قال كيف أصنع للمبالغة ولذلك وضع أحسن موضع الحسنة وقوله تعالى فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم بيان لنتيجة الدفع المأمور به أي فإذا فعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل الولى الشفيق وما يلقاها أى ما يلقى هذه الخصلة والسجية التي هي مقابلة الإساءة بالإحسان إلا الذين صبروا اى شأنهم الصبر الصبر وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم من الخير وكمال النفس وقيل الحظ العظيم الجنة وقيل هو الثواب وقيل نزلت في أبى سفيان بن حرب وكان مؤذيا لرسول الله A فصار وليا مصافيا وإما ينزغنك من الشيطان نزغ النزغ والنسغ بمعنى وهو شبه النخس شبه به وسوسة الشيطان لأنها بعث على الشر وجعل نازغا على طريقة جد حده أو اريد وإما ينزغنك نازغ وصفا للشيطان بالمصدر أي وإن صرفك الشيطان عما وصيت به من الدفع بالتي هي أحسن فاستعذ بالله من شره ولا قطعه إنه هو السميع باستعاذتك العليم بنيتك أو بصلاحك وفي جعل ترك الدفع بالأحسن من آثار نزعات الشيطان مزيد تحذير وتنفير عنه ومن أياته الدالة على شئونه العظيمة الليل والنهار