47 - .
وقوله تعالى له ما في السموات وما فى الأرض وهو العلى العظيم خبران له وعلى الوجوه السابقة استئناف مقرر لعزته وحكمته تكاد لسموات وقرىء بالياء يتفطرن يتشققن من عظمة الله تعالى وقيل من دعاء الولد له كما في سورة مريم وقرىء ينفطرن والأول أبلغ لأنه مطاوع فطر وهذا مطاوع فطر وفرىء تتفطرن بالتاء لتأكيد التأنيث وهو نادر من فوقهن أى يبتدأ التفطر من جهتهن الفوقانية وتخصيصها على الأول لما أن أعظم الآيات وأدلها على العظمة والجلال من تلك الجهة وعلى الثان للدلالة على التفطر من تحتهن بالطريق الأولى لأن تلك الكلمة الشنعاء الواقعة في الأرض حيث أثرت من جهة الفرق فلأن تؤثر في جهة التحت أولى وقيل الضمير للأرض فإنها في معنى الأرضين والملائكة يسبحون بحمد ربهم ينزهونه تعالى عما يليق به ملتبسين بحمده ويستغفرون لمن في الأرض بالسعى فيما يستدعى مغفرتهم من الشفاعة والإلهام وترتيب الأسباب المقربة الى الطاعة واستدعاء تأخير العقوبة طمعا في إيمان الكافر وتوبة الفاسق وهذا يعم المؤمن والكافر بل لو فسر الإستغفار بالسعى فيما يدفع الخلل المتوقع عم الحيوان بل الجماد وحيث خص بالمؤمنين كما في قوله تعالى ويستغفرون للذين آمنوا فالمراد به الشفاعة ألا إن الله هو الغفور الرحيم إذ ما من مخلوق وله حظ عظيم من رحمته تعالى والآية على الأول زيادة تقرير لعظمته تعالى وعلى الثاني بيان لكمال تقدسه عما نسب إليه وأن ترك معالجتهم بالعقاب على تلك الكلمة الشنعاء بسبب استغفار الملائكة وفرط غفرانه ورحمته ففيها رمز إلى أنه تعالى يقبل استغفارهم ويزيدهم على ما طلبوه من المغفرة رحمة والذين اتخذوا من دونه أولياء شركاء وأندادا الله حفيظ عليهم رقيب على أحوالهم وأعمالهم فيجازيهم بها وماأنت عليهم بوكيل بموكل بهم أو بموكول إليه أمرهم وإنما وظيفتك الإنذار وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا ذلك إشارة إلى مصدر أوحينا ومحل الكاف النصب على المصدرية وقرآنا عربيا مفعولا لأوحينا أي ومثل ذلك الإيحاء البديع البين المفهم أوحينا إليك قرآنا عربيا لا لبس فيه عليك ولا على قومك وقيل إشارة إلى معنى الآية المتقدمة من أنه تعالى هو الحفيظ عليهم وإنما أنت نذير فحسب فالكاف مفعول به لاوحينا قرآنا عربيا حال من المفعول