15 - أورثوا الكتاب من بعدهم الخ بيان لكيفية كفر المشركين بالقرآن إثر بيان كيفية كفر أهل الكتاب وقرىء ورثوا وورثوا أي وإن المشركين الذين أورثوا القرآن من بعد ما أورث أهل الكتاب كتابهم لفى شك منه من القرآن مريب موقع في القلق أو في الريبة ولذلك لا يؤمنون به لا لمحض البغي والمكابرة بعد ما علموا لحقيته كدأب أهل الكتابين هذا وأما ما قيل من أن ضمير تفرقوا لأمم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأن المراد تفرق كل أمة بعد نبيها مع علمهم بان الفرقة ضلال وفساد وأمر متوعد عليه على السنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فيرده قوله تعالى ولولا كلمة سبقت من ربك الى أجل مسمى لقضى بينهم وكذا ما قيل من ان الناس كانوا امة واحدة مؤمنين بعد ما أهلك الله تعالى أهل الأرض بالطوفان فلما مات الآباء اختلف الأبناء فيما بينهم وذلك حين بعث الله تعالى النبيين مبشرين ومنذرين وجاءهم العلم وإنما اختلفوةا للبفى بينهم فإن مشاهير الأمم المذكور قد اصابهم عذاب الاستئصال من غير إنظار وإمهال على ان مساق النظم الكريم لبيان احوال هذه الأمة وإنما ذكر من ذكر من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لتحقيق أن ما شرع لهؤلاء دين قديم أجمع عليه أولئك الأعلام عليهم الصلاة و السلام تأكيدا لوجوب إقامته وتشديدا للزجر عن التفرق والاختلاف فيه فالتعرض لبيان تفرق اممهم عنه ربما يوهم الإخلال بذلك المرام فلذلك أي فلآجل ما ذكر من التفرق والشك المريب أو فلآجل أنه شرع لهم الدين القومم القديم الحقيق بأن يتنافس فيه المتنافسون فادع أى الناس كافة الى إقامة ذلك الدين والعمل بموجبه فإن كلا من تفرقهم وكونهم في شك مريب ومن شرع ذلك الدين لهم على لسان رسول الله A سبب للدعوة إليه والأمر بها وليس المشار إليه ما ذكر من التوصية والأمر بالإقامة والنهي عن التفرق حتى يتوهم شائبه التكرار وقيل المشار إليه نفس الدين المشروع واللام بمعنى الى كما في قوله تعالى بأن ربك اوحى لها أي فإلى ذلك الدين فادع واستقم عليه وعلى الدعوة إليه كما أمرت وأوحى إليك ولا تتبع أهواءهم الباطلة وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب أي كتاب كان من الكتب المنزلة لا كالذين آمنوا ببعض منها وكفروا ببعض وفيه تحقيق للحق وبيان لاتفاق الكتب في الأوصل وتأليف لقلوب أهل الكتابين وتعريض بهم وقد مر بيان كيفية الأيمان بها في خاتمة سورة البقرة وأمرت لأعدل بينهكم في تبليغ الشرائع والأحكام وفصل القضايا عند المحاكمة والخصام وقيل معناه لا سوى بيني وبينكم ولا آمركم بما لاأعمله ولا اخالفكم إلى ماأنهاكم عنه ولا أفرق بين اكابركم وأصاغركم واللام إما على حقيقتها والمأمور به محذوف أى أمرت بذلك لأعدل أو زائدة أى أمرت أن أعدل والباء محذوفة الله ربنا وربكم أى خالقنا جميعا ومتولى أمورنا لناأعمالنا لا يتخطانا جزاؤها ثوابا كان