2219 - .
الاهتداءالى ما وراءه أبعد وأبعد الله لطيف بعباده أي بر بليغ البر بهم يفيض عليهم من فنون ألطافه مالا بكاد يناله أيدى الأفكار والظنون يزرق من يشاء أن يرزقه كيفما يشاء فيخص كلا من عباده بنوع من البر على ما تقضتيه مشيئته المنبية على الحكم البالغة وهو القوى الباهر القدرة الغالب على كل شيء العزيز المنيع الذى لا يغلب من كان يريد حرث الآخرة الحري في الأصل إلقاء البذر في الأرض يطلق على الزرع الحاصل منه ويستعمل في ثمرات الأعمال ونتائجها بطريق الإستعارة المبنية على تشبيهها بالغلال الحاصلة من البذور المتضمن لتنبيه الاعمال أي من كان يريد بأعماله ثواب الآخرة نزد له في حرثه نضاعف له ثوابه بالواحد عشرة الى سبعمائة فما فوقها ومن كان يريد بأعماله حرث الدنيا وهو متاعها وطيباتها نؤته منها اي شيئا منها حسبما قسمنا له لا ما يريده ويبتغيه وما له في الآخرة من نصيب أذ كانت همته مقصورة على الدنيا وقد مر تفصيله في سورة الإسراء أم لهم شركاء أى بل ألهم شركاء من الشياطين والهمزة للتقرير والتقريع شرعوا لهم بالتسويل من الدين مالم يأذن به الله كالشرك وإنكار البعث والعمل للدنيا وقيل شركاؤهم أوثانهم وإضافتها إليهم لأنهم الذين جعلوها شركاء لله تعالى واستاذ الشرع إليها لأنها سبب ضلالتهم وافتتانهم كقوله تعالى إنهن أضللن كثيرا أو تمثايل من سن الضلالة لهم ولو لا كلمة الفصل أي القضاء السابق بتأخير الجزاء أو العدة بأن الفصل يكون يوم القيامة لقضى بينهم أي بين الكافرين والمؤمنين أو بين المشركين وشركائهم وإن الظاليمن لهم عذاب أليم وقرىء بالفتح عطفا على كلمة الفصل أي ولولا كلمة الفصل وتقدير عذاب الظالمن في الآخرة لقضى بينهم في الدنيا فإن العذاب الأليم غالب في عذاب الآخرة ترى الظاليمن يوم القيامة والخطاب لكل أحد ممن يصلح له للقصد الى أن سوء حالهم غير مختص برؤية راؤ دون راء مشفقين خائفين مما كسبوا من السيآت وهو وقع بهم أى ووباله لاحق بهم لا محالة اشفقوا أو لم يشفقوا أو الجملة حال من ضمير مشفقين أو اعتراضص والذين آمنوا وعملوا