4036 - .
فما أوتيتم من شىء مما ترغبون وتتنافسون فيه فمتاع الحياة الدنيا أى فهو متاعها تتمتعون به مدة حياتكم وما عند الله من ثواب الآخرة خير ذاتا لخلوص نفعه وأبقى زمانا حيث لا يزول ولا يفنى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون لا على غيره أصلا والموصول الأول لما كان متضمنا لمعنى الشرط من حيث أن إيتاء ما أوتوا سبب للتمتع بها في الحياة الدنيا دخلت جوابها الفاء بخلاف الثاني وعن على Bه أنه تصدق أبو بكر Bه بماله فلامه جمع من المسلمين فنزلت وقوله تعالى والذين يجتنبون كبائر الإثم أى الكبائر من هذا الجنس والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون مع ما بعده عطف على الذين آمنوا أو مدح بالنصب أو الرفع وبناء يغفرون على الضمير خبرا له للدلالة على أنهم الأخصاء بالمغفرة حال الغضب لعزة منالها وقرىء كبير الإثم وعن ابن عباس Bهما كبير الإثم الشرك والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة نزل في الأنصار دعاهم رسول الله صلى الله لعه سوم اى الإمان فاستجابوا له وأمرهم شورى بينهم أى ذو شورى لا ينفردون برأى حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليها وكانوا قبل الهجرة وبعدها إذا حزبهم أمر اجتمعوا وتشاوروا ومما رزقناهم ينفقون أى في سبيل الخير ولعل فصله عن قرينه بذكر المشاورة لوقوعها عند اجتماعهم للصلوات والذين إذاأصابهم البغى هم بنتصرون أى ينتقمون ممن بغى عليهم على ما جعله الله تعالى لهم كراهة التذلل وهو وصف لهم بالشجاعة بعد وصفهم بسائر مهمات الفضائل وهذا لا ينافي وصفهم بالغفران فإن كلا منهما فضيلة محمودة في موقع نفسه ورذيلة مذمومة في موقع صاحبه فإن الحلم عن العاجر وعوراء الكرام محمود وعن المتغلب ولغواء اللثام مذموم فإنه إغراء على البغى وعليه قول من قال ... إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ... فوضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى ... .
وقوله تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها بيان لوجه كون الانتصار من الخصال الحميدة مع كونه في نفسه إساءة الى الغير بالإشارة إلى أن البادىء هو الذى فعله لنفسه فإن الأفعال مستتبعة لأجزئتها حتما إن خيرا فخيرا وإن شرا فشر وفيه تنبيه على حرمة التعدى وإطلاق السيئة على الثانية