4541 - .
لأنها تسوء من نزلت به فمن عفا عن المسىء إليه وأصلح بينه وبين من يعاديه بالعفو والإغضاء كما في قوله تعالى فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حيم فأجره على الله عدة مبهمة منبئة عن عظم شأن الموعود وخروجه عن الحد المعهود إنه لا يحب الظالمين البادئين بالسيئة والمعتدين في الانتقام ولمن انتصر بعد ظلمه أى بعد ما ظلم وقد قرىء به فأولئك إشارة الى من باعتبار المعنى كما ان الضميرين لها بعتبار اللفظ ما عليهم من سبيل بالمعاتبة أو المعاقبة إنما السبيل على الذين يظلمون الناس يبتدئونهم بالإضرار أو يعتدون في الانتقام ويبغون في الأرض بغير الحق أى يتكبرون فيها تجبرا وفسادا أولئك الموصوفون بما ذكر من الظلم والبغي بغير الحق لهم عذاب أليم بسبب ظلمهم وبغيهم وإن صبر على الأذى وغفر لمن ظلمه ولم ينتصر وفوض أمره الى الله تعالى إن في ذلك الذى ذكر من الصبر والمغفرة لمن عزم الأمور أى إن ذلك منه فحذف ثقة بغاية ظهوره كما في قولهم السمن منوان بدرهم وهذا في المواد التي لا يؤدى العفو الى الشر كما أشير إليه ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده من ناصر يتولاه من بعد خذلانه تعالى إياه وترى الظالمين لما رأوا العذاب أى حين يرنه وصيغة الماضى للدلالة على التحقق يعقلون هل الى مرد أى الى رجعة الى الدنيا من سبيل حتى نؤمن ونعمل صالحا وتراهم يعضرون عليها أى على النار المدلول علهيا بالعذاب والخطاب في الموضعين لكل من يتأتي منه الرؤية خاشعين من الذل متذلليين متضائلين مما دهاهم ينظرون من طرف خفى أى يبتدىء نظرهم الى النار من تحريك لأجفانهم ضعيف كالمصبور ينظر الى السيف وقال الذين آمنوا إن الخاسرين أى المتصفين بحقيقة الخسران الذين خسروا أنفسهم وأهليهم بالتعريض للعذاب الخالد يوم القيامة أما ظرف لخسروا فالقول في