1815 - .
مما يأتى ويتذر أمرا ينافيها ومن ضرورته أن يكون ركوبه لأمر مشروع وجعلوا له من عباده جزءا متصل بقوله تعالى ولئن سألتهم الخ أي وقد جعلوا له سبحانه بألسنتهم واعتقادهم بعد ذلك الاعتراف من عباده ولدا وإنما عبر عنه بالجزء لمزيد استحالته في حق الواحد الحق من جميع الجهات وقرىء جزؤا بضمتين إن الإنسان لكفور مبين ظاهر الكفران مبالغ فيه ولذلك يقولون ما يقولون سبحان الله عما يصفون أم أتخذ مما يخلق بنات أم منقطعة وما فيها من معنى بل للإنتقال من بيان بطلان جعلهم له تعالى ولدا على الإطلاق الى بيان بطلان جعلهم ذلك الولد من أخس صنفية والهمزة للإنكار والتوبيخ والتعجب من شانهم وقوله تعالى وأصفا كم بالبنين غما عطف على اتخذ داخل في حكم الإنكار والتعجيب الخلاف المشهور والالتفات الى خطابهم لتأكيد الإلزام وتشديد التوبيخ أى بل انخذ من خلقه أخس أو حال من فاعله بإضمار قد أو بدونه على الصنفين وختار لكم أفضلهما على معنى هبوا أنكم اجترأتم على إضافة اتخاذ جنس الولد إليه سبحانه مع ظهور استحالته وامتناعه أما كان لكم شيء من العقل ونبذ من الحياء حتى اجترأتم على التفوه بالعظيمة الخارقة للعقول من ادعاء أنه تعالى أثركم على نفسه بخير الصنفين وأعلاهما وترك له شرهما وأدناهما وتنكير بنات وتعريف البنن لتربية ما اعتبر فيهما من الحقارة والفخامة وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا الخ استئناف مقرر لما قبله وقيل حال على معنى أنهم نسبوا إإليه ما ذكرو ومن حالهم أن أحدهم إذا بشر به اغتم والالتفات للإيذان باقتضاء ذكر قبائحهم أن يعرض عنهم وتحكى لغيرهم تعجيبا منها اى إذا أخبر أحدهم بولادة ما جعله مثلا له سبحانه إذ الولد لابد أن يجانس الوالد ويماثله ظل وجهه مسودا أى صار أسود في الغاية من سوء ما بشر به وهو كظيم مملوء من الكرب والكآبة والجملة حال وقرىء مسود ومسواد على أن في ظل ضمير المبشر ووجهه مسود جملة وقعت خبرا له أومن ينشأ في الحلية تكرير للإنكار تثنية للتوبيخ ومن منصوبة بمضمر معطوف على جعلوا أى أو جعلوا من شأنه أن يربى في الزينة وهو عاجر عن أن يتولى لأمره بنفسه فالهمزة لأنكار الواقع واستقباحه وقد جوز انتصابها بمضمر معطوف على اتخذ فالهمزة حينئذ لإنكار الوقوع واستبعاده واقحامها بين المعطوفين لتذكير ما في أم منقطعة من الإنكار وتأكيده والعطف للتغاير العنوان أى أو اتخذ من هذه الصفة الذميمة صفته وهو مع ما ذكر من القصور فى الخصام أى الجدال الذى لا يكاد يخلو عنه الإنسان في العادة غير مبين غير قادر على تقرير دعواه وإقامة حجته لنقصان عقله وضعف رأيه وإضافة غير لا تمنع عمل ما بعده في الجار المتقدم لأنه بمعنى النفى وقرىء