5652 - .
أو بمناديه فى قومه فى مجمعهم وفيما بينهم بعد أن كشف العذاب عنهم مخافة أن يؤمنوا قال ياقوم أليس لى ملك مصر وهذه الآنهار أنها النيل ومعظمها أربعة أنهر الملك ونهر طولون ونهر دمياط ونهر تنيس تجرى من تحتى أى من تحت قصرى أو أمرى وقيل من تحت سريري لارتفاعه وقيل بين يدي في جناني وبساتيني الواو إما عطفة لهذه الأنهار على ملك مصر فتجرى حال منها او للحال فهذه مبتدأ والأنهار صفتها وتجرى خبر للمتبدأ أفلا تبصرون ذلك يريد به استعظام ملكه أم انا خير مع هذه المملكة والبسطة من هذا الذى هو مهين ضعيف حقير من المهابة وهي القلة ولا يكاد يبين أى الكلام قاله افتراء عليه عليه السلام وتنقيصه عليه السلام فى أعين الناس باعتبار ما كان في لسانه عليه السلام من نوع رتة وقد كانت ذهبت عنه لقوله تعالى قد أوتيت سؤلك وأم إما منقطعة والهمزة للتقرير كأنه قال إثر ما عدد أسباب فضله ومبادى خيريته أثبت عندكم واستقر لديكم أنى أنا خير وهذه حالى من هذا الخ وإما متصلة فالمعنى أفلا تبصرون أم تبصرون خلا أنه وضع قوله أنا خير موضع تبصرون لأنهم إذا قالوا له أنت خير فهم عنده بصراء وهذا من باب تنزيل السبب منزلة المسبب ويجوز أن يجعل من تنزيل المسبب منزلة السبب فإن أبصارهم لما ذكر من اسباب فضله سبب على زعمه لحكمهم بخيريته فلولا ألقى عليه أسورة من ذهب أى فهلا ألقى إليه مقاليد الملك إن كان صادقا لما أنهم كانوا إذا سودوا رجلا سوره وطوقوه بطوق من ذهب واسورة جمع سوار وقرىء أساور جمع أسوار بمعنى السوار على تعويض التاء من ياء أساوير وقد قرىء كذلك وقرىء ألقى عليه أسورة وأساور على البناء للفاعل وهو الله تعالى أو جاء معه الملائكة مقترنين مقرونين يعينونه أو يصدقونه من قرنته به فاقترن أو متقارنين من اقتران بمعنى تقارن فاستخف قومه فاستقرهم وطلب منهم الخفة في مطاوعته أو فاستخف أحلامهم فأطاعوه فيما أمرهم به إنهم كانوا قوما فاسقين فذلك سارعوا الى طاعة ذلك الفاسق الغوى فلما آسفونا أى أغضبونا أشد الغضب منقول من أسف إذا أشتد اغضبه انتقمنا منهم فأغرقناهم اجمعين في اليم فجعلناهم سلفا قدوة لمن بعدهم من الكفار يسلكون مسلكهم في استيجاب مثل ما حل بهم من العذاب وهو إما مصدر نعت به أو جمع سالف كخدم جمع خادم وقرىء بضم السين واللام على انه جمع سليف أى فريق قد سلف كرغف أو سالف كصبر أو سلف كأسد وقرىء سلفا بإبدال ضمة اللام