الدخان .
4 1 - .
بسم الله الرحمن الرحيم حم والكتاب المبين الكلام فيه كالذى سلف في السورة السابقة إنا أنزلناه أى الكتاب المبين الذى هو القرآن في ليلة مباركة هي ليلة القدر وقيل ليلة البراءة ابتدىء فيها إنزاله أو أنزل فيها جملة الى السماء الدنيا من اللوح وأملاه جبريل عليه السلام على السفرة ثم كان ينزله على النبي A نجوما في ثلاث وعشرين سنة كما مر في سورة الفاتحة ووصفها بالبركة لما أن نزول القرآن مستتبع للمنافع الدينية والدنيوية بأجمعها أو لما فيها من تنزل الملائكة والرحمة وإجابة الدعوة وقسم النعمة وفصل الأفضية وفضيلة العبادة وإعطاء تمام الشفاعة لرسول الله A وقيل يزيد في هذه الليلة ماء زمزم زيادة ظاهرة إنا كنا منذرين استئناف مبين لما يقضى الإنزال كأنه قيل إنا أنزلناه لأن من شأننا الإنذار والتحذير من العقاب وقيل جواب للقسم وقوله تعالى إنا أنزلناه الخ اعتراض وقيل جواب ثان بغير عاطف فيها يفرق كل أمر حكيم استئناف كما قبله فإن كونها مفرق الأمور المحكمة أو الملتبسة بالحكمة الموافقة لها يستدعى أن ينزل فيها القرآن الذى هو من عظائمها وقيل صفة أخرى لليلة وما بينهما اعرتاض وهذا يدل على أنها ليلة القدر ومعنى يفرق أنه يكتب ويفصل كل أمر حكيم من ارزاق العباد وآجالهعم وجمع امورهم من هذه الليلة الى الآخرى من السنة القابلة وقيل يبدأ في استنساخ ذلك من اللوح في ليلة البراءة ويقع الفراغ في ليلة القدر فتدفع نسخة الأرزاق الى ميكائيل ونسخة الحروب الى جبريل وكذا الزلازل والخسف والصواعق ونسخة الأعمال الى إسماعيل صاحب سماء الدنيا وهو ملك عظيم ونسخة المصائب الى ملك الموت عليهم السلام وقرىء يفرق بالتشديد وقرىء يفرق على البناء للفاعل أى يفرق الله تعالى