5951 - .
المراد جنس الأثيم إن المتقين أى عن الكفر والمعاصى في مقام في موضع قيام والمراد المكان على الإطلاق فإنه من الخاص الذى شاع استعماله في معنى العموم وقرىء بضم المم وهو موضع إقامة أمين بأمن صاحبه الآفات والانتقال عنه وهو من الأمن الذى هو ضد الخيانة وصف به المكان بطريق الاستعارة كان المكان المخيف يخون صاحبه لما يلقى فيه من المكاره في جنات وعيون بدل من مقام جىء به دلالة على نزاهته واشتماله على طيبات المآكل والمشارب يلبسون من سندس واستبرق إما خبر ثان أو حال من الضمير في الجار أو استئناف والسندس مارق من الحرير والاستبراق ما غلظ منه معرب متقابلين في المجالس ليستأنس بعضهم ببعض كذلك أى الأمر كذلك أو كذلك أثبناهم وزوجناهم بحو عين على الوصف وقرىء بالإضافة أى قرناهم بهن والحور جمع الحوراء وهي البيضاء والعين جمع العيناء وهي العظيمة العينين واختلاف في أنهن نساء الدنيا أو غيرها يدعون فيها بكل فاكهة أى يطلبون ويأمرون بإحضار ما يشتهونه من الفواكه لا يتخصص شىء منها بمكان ولا زمان آمنين من كل ما يسوؤهم لا يذقون فياه الموت إلا الموتة الأولى بل يستمرون على الحياة أبدا ولاستتثناء منقطع أو متصل على أن المراد بيان استحالة ذوق الموت فيها على الإطلاق كانه قيل لا يذوقون فيها الموت إلا إذا أمكن ذوق الموتة الأوى حينئذ ووقاهم عذاب الجحيم وقرىء مشددا للمبالغة في الوقاية فضلا من ربك أى أعطوا ذلك كله عطاء وتفضيلا منه تعالى وقرىء بالرفع اي ذلك فضل ذلك هو الفوز العظيم الذى لا فوز وراءه إذ هو خلاص عن جميع المكاره ونيل لكل المطالب وقوله تعالى فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون فذلكة للسورة الكريمة أى إنما أنزلنا الكتاب المبين بلغتك كى يفهمه قومك ويتذكروا ويعلموا بموجب وإذا لم يفعلوا ذلك فارتقب