2930 - .
إفكهم أى وأثر افترائهم على الله أو أثر ما كانوا يفترونه عليه تعالى وقرئ وذلك إفك مما كانوا يفترون أى بعض ما كانوا يفترون من الإفك وإذ صرفنا إليك نفر من الجن أملناهم إليك وأفبلنا بهم نحوك وقرئ صرفنا بالتشديد للتكثير لأنهم جماعة وهو السر فى جمع الضمير فى قوله تعالى يستمعون القرآن وما بعده وهو حال مقدرة من نفرا لتخصصه بالصفة أو صفة أخرى له أى واذكر لقومك وقت صرفنا إليك نفرا كائنا من الجن مقدرا استماعهم القرآن فلما حضروا أى القرآن عند تلاوته أو الرسول عند تلاوته له على الالتفات والاول هو الأظهر قالوا أى قال بعضهم لبعض انصتوا أى استكنوا لنسمعه فلما قضى أتم وفرغ عن تلاوته وقرئ على البناء للفاعل وهو ضمير الرسول E وهذا يؤيد ضمير حضروه إليه E ولوا إلى قومهم منذرين مقدرين إنذارهم عند رجوعهم إليهم وروى أن الجن كانت تسترق السمع فلما حرست السماء ورجموا بالشهب قالوا ما هذا إلا لنبأ حدث فنهض سبعة نفر أو ستة نفر من أشراف جن نصيبين أو نينوى منهم زوبعة فضربوا حتى بلغو تهامة ثم اندفعوا إلى وادى نخلة فوافوا رسول الله A وهو قائم فى جوف الليل يصلى أو فى صلاة الفجر فاستمعوا لقراءته وذلك عند منصرفه من الطائف وعن سعيد بن جبير ما قرأ رسول الله A على الجن ولا رآهم وإنما كان يتلوا فى صلاته فمروا به فوقفوا مستمعين وهو لا يشعر بهم فأنبأه الله تعالى باستماعهم وقيل بل أمره الله تعالى أن ينذر الجن ويقرأ عليهم فصرف إليه نفرا منهم جمعهم له فقال E إنى أمرت أن أقرأ على الجن اليلة فمن يتبعنى قالها ثلاثا فأطرقوا إلا عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة في شعب الجحون خط لى خطا فقال لا تخرج منه حتى اعود إليك ثم افتتح القرآن وسمعت لغطا شديدا حتى خفت على رسول الله A وغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته E ثم انقطعوا كقطع السحاب فقال لى رسول الله A هل رأيت شيئا قلت نعم رجالا سودا مستشعرى ثياب بيض فقال أولئك جن نصيبين وكانوا إثنى عشر ألفا والسورة التى قراها عليهم افرأ باسم ربك قالوا أى عند رجوعهم إلى قومهم يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى قيل قالوه لأنهم كانوا على اليهودية وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن الجن لم تكن سمعت بأمر عيسى عليه السلام مصدقا لما بين يديه أرادوا به التوراة يهدى إلى الحق من العقائد الصحيحة وإلى طريق مستقيم موصل إليه وهو الشرائع والأعمال الصالحة