43 - لبعض خلا أن رفع الصوت فوق صوته E لما كان منكرا محضا لم يقيد بشىء ولا ما يقع منهما في حرب أو مجادلة معاند أو إرهاب عدو او نحو ذلك وعن ابن عباس رضى الله عنهما نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وكان في أذنه وقر وكان جهورى الصوت وربما كان يكلم رسول الله صلى الله عل وسلم فيتأذى بصوته وعن أنس رضى الله عنه أنه لما نزلت الآية فقد ثابت وتفقده E فأخبر بشأنه فدعاه فسأله فقال يا رسول الله لقد أنزلت إليك هذه الاية وإني رجل جهير الصوت فأخاف أن يكون عملى قد حبط فقال له E لست هناك إنك تعيش بخير وتموت بخير وإنك من أهل الجنة وأماما يروى عن الحسن من انها نزلت في بعض المنافقين الذين كانوا يرفعون أصواتهم فوق صوته E فقد قيل محمله أن نهيهم مندرج تحت نهى المؤمنين بدلالة النص وأنتم لا تشعون حال من فاعل تحبط أى والحال أنكم لا تشعرون بحبوطها وفيه مزيد تحذير مما نهوا عنه وقوله تعالى إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله الخ ترغيب في الانتهاء عما نهوا عنه بعد الترهيب عن الإخلال به أى يخفضونها مراعة للأدب أو خشية من مخالفة النهى أولئك إشارة الى الموصول باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه لما مر مرار من تفخيم شانه وهو مبتدأ خبره الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى أى جربها للتقوى ومرنها عليها أو عرفها كائنة للتقوى خالصة لها فإن الإمتحان سبب المعرفة واللام صلة لمحذوف أو للفعل باعتبار الأصل أو ضرب قلوبهم بضروب المحن والتكاليف الشاقة لأجل التقوى فإنها لا تظهر إلا بالإصطبار عليها أو أخلصها للتقوى من امتحن الذهب إذا أذابه وميز إبر يزه من خبثه وعن عمر رضى الله عنه أذهب عنها الشهوات لهم فى الآخرة مغفرة عظيمة لذنوبهم وأجر عظيم لا يقادر قدره والجملة إما خبر آخر لأن كالمجملة المصدرة باسم الإشارة أو استئناف لبيان جزائهم إحمادا لحالهم وتعريضا بسوء حال من ليس مثلهم إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أى من خارجها من خلفها أو قدامها ومن ابتدائية دالة على ان المناداة نشات من جهة الوراء وأن المنادى داخل الحجرة لوجوب اختلاف المبدأ والمنتهى بحسب الجهة بخلاف ما لو قيل ينادونك وراء الحجرات وقرىء الحجرات بفتح الجيم وبسكونها وثلاثتها جمع حجرة وهى القطعة من الأرض المحجورة بالحائط ولذلك يقال لحظيرة الإبل حجرة وهي فعلة من الحجر بمعنى مفعول كالغرفة والقبضة والمراد بها حجرات أمهات المؤمنين ومناداتهم من ورائها إما بانهم أتوها حجرة حجرة فنادوه E من ورائها أو بانهم تفرقوا على الحجرات متطلبين له E فنادوه