1420 - .
ويعذبون ويجوز أن يكون يوم خبرا لمبتدأ محذوف أى هو يوم هم الخ والفتح لأضافة الى غير متمكن ويؤيده أنه قرىء بالرفع ذوقوا فتنتكم أى مقولا لهم هذا القول وقوله تعالى هذا الذى كنتم به تستعلجون جملة من مبتدأ وخبر داخلة تحت القول المضمر أى هذا ما كنتم تستعجلون به بطريق الاستهزاء ويجوز أن يكون هذا بدلا من فتنتكم بتأويل العذاب والذى صفته إن المتقين في جنات وعيون لا يبلغ كنهها ولا يقادر قدرها آخذين ما أتاهم ربهم أى قابلين لما أعطاهم راضين به على معنى أن كل ما آتاهم حسن مرضى يتلقى بحسن القبول إنهم كانوا قبل ذلك في الدنيا محسنين أى لأعمالهم الصالحة آتين بها على ما ينبغي فلذلك نالوا ما نالوا من الفوز العظيم ومعنى الإحسان بالإجمال ما أشار إليه E بقوله أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وقد فسر بقوله تعالى كانوا قليلا من الليل ما يهجعون أى كانوا يهجعون في طائفة قليلة من الليل على أن قليلا ظرف أو كانوا يهجعون هجوعا قليلا على أنه صفة للمصدر وما مزيدة في الوجهين ويجوز أن تكون مصدرية أو موصولة مرتفعة بقليلا على الفاعلية أى كانوا قليلا من الليل هجوعهم أو ما يهعجون فيه وفيه للمبالغات في تقليل نومهم واسرتاحتهم ذكر القليل والليل الذى هو وقت الراحة والهجوع الذى هو الغرار من النوم وزيادة ما ولا مساغ لجعل ما نافية على معنى أنهم لا يهجعون من الليل قليلا بل يحيونه كله لما أن ما النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها وبالآسحار هم يستغفرون أى هم مع قلة هجوعهم وكثرة تهجدهم يداومون على الاستغفار في الأسحار كأنهم اسلفوا ليلهم باقتراف الجرائم وفي بناء الفعل على الضمير إشعار بأنهم الأحقاء بأن يوصفوا بالاستغفار كانهم المختصون به لاستدامتهم له وإظنابهم فيه وفي أموالهم حق أى نصيب وافر يستوجبونه على انفسهم تقربا الى الله تعالى واشفاقا على الناس للسائل والمحروم للمستجدى والمتعفف الذى يحسبه الناس غنيا فحيرم الصادقة وفي الأرض آيات للموقنين أى دلائل واضحة على شؤنه تعالى على التفاصيل من حيث أنها مدحوة