5284 - .
لقادرون من الوسع بمعنى الطاقة والموسع القادر على الإنفاق أو لموسعون السماء أو ما بينها وبين الأرض أو الرزق والأرض فرشناه مهدناها وبسطناها ليستقروا عليها فنعم الماهدون أى نحن ومن كل شيء أى من الأجناس زوجين أى نوعين ذكرا وأنثى متقابلين السماء والأرض والليل والنهار والشمش والقمر والبر والبحر ونحو ذلك لعلكم تذكرون أى فعلنا ذلك كله كى تتذكروا فتعرفوا أنه خالق الكل ورازقه وأنه المستحق للعبادة وأنه قادر على إعادة الجميع فتعملوا بمقتضاه وقوله تعالى ففروا الى الله مقدر لقول خوطب به النبي A بطريق التلوين والفاء إما لترتيب الأمر على ما حكى من أثار غضبه الموجبة للفرار منها ومن أحكام رحمته المستدعية للفرار إليها كأنه قيل قل لهم إذا كان الأمر كذلك فاهربوا الى الله الذى هذه شؤنه بالإيمان والطاعة كي تنجوا من عقابه وتفوزوا بثوابه وإما للعطف على جملة مقدرة مترتبة على قوله تعالى لعلكم تذكرون كأنه قيل قل لهم فتذكروا ففروا الى الله الخ وقوله تعالى إني لكم منه نذير مبين تعليل للأمر بالفرار إليه تعالى أو لوجوب الامتثال به فإن كونه E منذرا منه تعالى موجب عليه E أن يأمرهم بالفرار إليه وعليهم أن يمتثلوا به أى إني لكم من جهته تعالى منذر بين كونه منذرا أو مظهر لما يجب أظهاره من العذاب المنذر به وفي أمره تعالى للرسول A بان يأمرهم بالهرب إليه تعالى من عقابه وتعليله بأنه E ينذرهم من جهته تعالى لا من تلقاء نفسه وعد كريم بنجاتهم من المهروب وفوزهم بالمطلوب وقوله تعالى ولا تجعلوا مع الله إلها آخر نهى موجب للفرار من سبب العقاب بعد الأمر بالفرار من نفسه كما يشعر به قوله تعالى إني لكم منه أى من الجعل المنهى عنه نذير مبين فإن تعلق كلمة من بالإنذار مع كون صلته الباء بتضمينه معنى الإفر يقال فر منه أي هرب وأفره غيره كأنه قيل وفروا من أن تجعلوا معه تعالى اعتقادا أو قولا إلها آخر وفيه تأكيد لما قبله من الأمر بالفرار من العقاب إليه تعالى لكن لا بطريق التكرير كما قيل بل بالنهى ععن سببه وإيجاب الفرار كذلك أى الأمر مثل ما ذكر من تكذيبهم الرسول وتسميتهم له ساحرا أو مجنونا وقوله تعالى ما أتى الذين من قبلهم الخ تفسير له أى ما أتاهم من رسول من رسل الله إلا قالوا في حقه ساحر أو مجنون ولا سبيل الى انتصاب الكاف بأتى لامتناع عمل ما بعد