4034 - .
فليأتوا بحديث مثله مثل القرآن في النعوت التي استقل بها من حيث النظم ومن حيث المعنى إن كانو صادقين فيما زعموا فإن صدقهم في ذلك يستدعى قدرتهم على الإتيان بمثله بقضية مشاركتهم له E في البشرية والعربية مع ما بهم من طول الممارسة للخطب والأشعار وكثرة المزاولة لأساليب النظم والنثر والمبالغة في حفظ الوقائع والأيام ولا ريب في أن القدرة على الشيء من وموجبات الإتيان به ودواعى الأمر بذلك ام خلقوا من غير شيء أى أم أحدثوا وقدروا هذا التقدير البديع من غير محدث ومقدر وقيل أم خلقوا من أجل لاشيء من عبادو وجزاء أم هم الخالقون لأنفسهم فلذلك لا يعبدون الله سبحانه أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أى إذا سئلوا من خلقكم وخلق السموات والأرض قالوا الله وهم غير موقنين بما قالوا وإلا لما أعرضوا عن عبادته أم عندهم خزائن ربك أى خزائن رزقه ورحمته حتى يرزقوا النبوة من شاؤا ويمسكوها عمن شاؤا أو عندهم خزائن علمه وحكمته حتى يختاروا لها من اقتضت الحكمة اختياره أم هم المسيطرون أى الغالبون على الأمور يدبرونها كيفما شاؤا حتى يدبروا أمر الربوبية ويبنوا الأمور على إرادتهم ومشيئتهم وقرىء المصيطرون بالصاد لمكان الطاء أم لهم سلم منصوب إلى السماء يستمعون فيه صاعدين الى كلام الملائكة وما يوحى إليهم من علم الغيب حتى يعلموا ما هو كائن من الأمور التي يتقولون فيها رجما بالغيب ويعلقون بها أطماعهم الفارغة فليأت مستمعهم بسلطان مبين بحجة واضحة تصدق استماعه أم له البنات ولكم البنون تسفيه لهم وتركيك لعقولهم وإيذان بأن من هذا رأيه لا يكاد يعد من العقلاء فضلا عن الترقى الى عالم الملكوت والتطلع على الأسرار الغيبية والالتفات الى الخطاب لتشديد ما في أم المنقطعة من الإنكار والتوبيخ أم تسألهم أجرا رجوع الى خطابه E وإعراض عنهم أى بل أتسالهم أجرا على تبليغ الرسالة فهم لذلك من مغرم من الالتزام غرامة فادحة مثقلون محملون الثقل فلذلك لا يتبعونك