3935 - .
من قولهم أكدى الحافر إذا بلغ الكدية أى الصلابة كالصخرة فلا يمكنه أن يحفر قالوا نزلت في الوليد ابن المغيرة كان يتبع رسول الله A فعيره بعض المشركين وقال له تركت دين الأشياخ وضللتهم فقال أخشى عذاب الله فضمن أن يتحمل عنه العذاب إن أعطاه بعض ماله فارتد وأعطاه بعض المشروط وبخل بالباقي وقيل نزلت في العاص بن وائل السهمي لما كان يوافق النبي E في بعض الأمور وقيل في أبي جهل كان ربما يوافق الرسول E في بعض الأمور وكان يقول والله ما يأمرنا محمد إلا بمكارم الأخلاق وذلك قوله تعالى واعطى قليلا وأكدى والأول هو الأشهر المناسب لما بعده من قوله تعالى أعنده علم الغيب فهو يرى الخ أى اعنده علم بالأمور الغيبية التي من جملتها تحمل صاحبه عنه يوم القيامة ام لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذى وفي اى وفر واتم ما ابتلى به من الكلمات أو أمر به أو بالغ في الوفاء بما عاهد الله وتخصيصه بذلك لاحتماله مالم يحتمله غيره كالصبر على نار نمروذ حتى إذا أنه أتاه جبريل عليه السلام حين يلقى في النار فقال ألك حاجة فقال أما إليك فلا وعلى ذبح الولد ويروى انه كان يمشى كل يوم فرسخا يرتاد ضيفا فإن وافقه أكرمه وإلا نوى الصوم وتقديم موسى لما ان صحفه التي هي التوارة أشهر عندهم وأكثر ألا تزر وزارة وزر أخرى أى أنه لا تحمل نفس من شأنها الحمل حمل نفس أخرى على أن أن هي المخففة من الثقيلة وضمير الشأن الذى هو اسمها محذوف والجملة المنفية خبرها ومحل الجملة الجر على أنها بدل مما في صحف موسى أو الرفع على أنها خبر مبتدأ محذوف كأنه قيل ما في صحفهما فقيل هو ان لا تزر الخ والمعنى أنه لا يؤاخذ أحد بذنب غيره ليتخلص الثاني عن عقابه ولا يقدح في ذلك قوله E من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة فإن ذلك وزر الإضلال الذى هو وزره وقوله تعالى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى بيان لعدم انتفاع الإنسان بعمل غيره من حيث جلب النفع إليه إثر بيان عدم انتفاعه به من حيث دفع الضرر عنه وأما شفاعة الأنبياء عليهم السلام واستغفار الملائكة عليهم السلام ودعاء الأحياء للأموات وصدقتهم عنهم وغير ذلك مما لا يكاد يحصى من الأمور النافعة للإنسان مع انها ليست من عمله قطعا فحيث كان مناط منفعة كل منها عمله الذى هو الإيمان والصلاح ولم يكن لشىء منها نفع ما بدونه جعل النافع نفس عمله وإن