6257 - .
تعقيبه بقوله تعالى أزفت الآزفة إشعار بان تعذيبهم مؤخر الى يوم القيامة أى دنت الساعة الموصوفة بالدنو في نحو قوله تعالى اقتربت الساعة ليس لها من دون الله كاشفة أى ليس لها نفس قادرة على كشفها عند وقوعها إلا الله تعالى لكنه لا يكشفها أو ليس لها الآن نفس كاشفة بتأخيرها إلا الله تعالى فإنه المؤخر لها أو ليس لها كاشفة لوقتها إلا الله تعالى كقوله تعالى لا يجليها لوقتها إلا هو او ليس لها من غير الله تعالى كشف علىأن كاشفة مصدر كالعافية أفمن هذا الحديث أى القرآن تعجبون إنكارا وتضحكون استهزاء مع كونه أبعد شيء من ذلك ولا تكون حزنا على ما فرطتم في شانه وخوفا من ان يحيق بكم ما حاق بالأمم المذكروة وأنتم سامدون أى لاهون أو مستكبرون من سمد البعير إذا رفع رأسه أو مغنون لتشغلوا الناس عن استماعه من السمود بمعنى الغناء على لغة حمير أو خاشعون جامدون من السمود بمعنى الجمود والخشوع كما في قول من قال ... رمى الحدثان نسوة آل سعد بمقدار سمدن له سجودا ... فرد شعروهن السود بيضا ورد وجوههن البيض سودا ... .
والجملة حال من فاعل لا تبكون خلا أن مضمونها على الوجه الأخير قيد للمنفى والإنكار وارد على نفى البكاء والسمود معا وعلى الوجوه الأول قيد للنفى والإنكار متوجه الى نفى البكاء ووجود السمود والأول أوفى بحق المقام فتدبر والفاء في قوله تعالى فاسجدوا لله واعبدوا لترتيب الأمر أو موجبه على ما تقرر من بطلان مقابلة القرآن بالإنكار والاستهزاء ووجوب تلقيه بالإيمان مع كمال الخضوع والخشوع أى وإذا كان الأمر كذلك فاسجدوا لله الذى أنزله واعبدوا عن النبي E من قرأ سورة النجم اعطاه الله تعالى عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد وجحد به بمكة شرفها الله تعالى