94 - .
وبالكسر والجر على انه صفة أمر وكل عطف على الساعة أى اقتربت الساعة وكل أمر مستقر ولقد جاءهم أى في القرآن وقوله تعالى من الأنباء اى أنباء القرون الخالية أو أنباء الآخرة متعلق بمحذوف هو حال مما بعده أى وبالله لقد جاءهم كائنا من الأنباء ما فيه مزدجر أى ازدجار من تعذيب أو وعيد أو موضع ازدجار على ان تجريدية والمعنى أنه في نفسه موضع ازدجار وتاء الافتعال تقلب دالا مع الدال والذال والزاى للتناسب وقرىء مزجر بقلبها زاء وإدغامها حكمة بالغة غايتها لا خلل فيها وهي بدل ما أو خبر لمحذوف وقرىء بالنصب حالا منها فإنها موصوله أو موصوفة تخصصت بصفتها فساغ نصب الحال عنها فما تغنى النذر نفى للاغناء أو إنكار له والفاء لترتيب عدم الأغناء على مجىء الحكمة البالغة مع كونه مظنة للإغناء وصيغة المضارع للدلالة على تجدد عدم الإغناء واستمراره حسب تجدد مجىء الزواجر واستمراره وما على الوجه الثاني منصوبة أى فأى إغناء تغنى النذر وهوجمع نذير بمعنى المنذر أو مصدر بمعنى الإنذار فتول عنهم لعلمك بان الإنذار لا يؤثر فيهم البتة يوم يدع الداع منصوب بيخرجون أو باذكر والداعى إسرافيل عليه السلام ويجوز ان يكون الدعاء فيه كالأمر في قوله تعالى كن فيكون وإسقاطا لياء للاكتفاء بالكسر تخفيفا الى شيء نكر أى منكر فظيع تنكره النفوس لعدم العهد بمثله وهو هول القيامة وقرىء نكر بالتخفيف ونكر بمعنى أنكر خشعا أبصارهم حال من فاعل يخرجون والتقديم لأن العامل متصرف أى يخرجون من الأجداث أذلة أبصارهم من شدة الهول وقرىء خاشعا والإفراد والتذكير لأن فاعله ظاهر غير حقيقي التأنيث وقرىء خاشعة على الأصل وقرىء خشع أبصارهم على الابتداء والخبر على ان الجملة حال كأنهم جراد منتشر في الكثرة والتموج والتفرق في الأقطار مهطعين الى الداع مسرعين مادي أعناقهم إليه أو ناظرين إليه يقول الكافرون أستئناف وقع جوابا عما نشأ من وصف اليوم والأهوال وأهله بسوء الحال كانه قيل فماذا يكون حينئذ فقيل يقول الكافرون هذا يوم عسر أى صعب شديد وفي إسناد القول المذكور الى الكفار تلويح بأن المؤمنين ليسوا في تلك المرتبة من الشدة كذبت قبلهم قوم نوح شروع