2214 - .
خلق الإنسان من صلصال كالفخار تمهيد للتوبيخ على إخلالهم بمواجب شكر النعمة المتعلقة بذاتي كل واحد من الثقلين والصلصال الطين اليابس الذى له صلصال والفخار الخزف وقد خلق الله تعالى آدم عليه السلام من تراب جعله طينا ثم حمأ مسنونا ثم صلصال فلا تنافى بين الاية الناطقة بأحدها وبين ما نطق باحد الآخرين وخلق الجان أى الجن أو أبا الجن من مارج من لهب صاف من نار بيان لمارج فإنه في الأصل للمضطرب من مرج إذا اضرطب فبآى آلاء ربكما تكذبان مما أفاض عليكما في تضاعيف خلقكما من سوابغ النعم رب المشرقين ورب المغربين بالرفع على خبرية مبتدأ محذوف أى الذى فعل ما ذكر من الأفاعيل البديعة رب مشرقى الصيف والشتاء ومغربيهما ومن قضيته أن يكون رب ما بينهما من الموجودات قاطبة وقيل على الابتداء والخبر قوله تعالى مرج الخ وقرىء بالجر على انه بدل من ربكما فبأى آلاء ربكما تكذبان مما في ذلك من فوائد لا تحصى من اعتدال الهواء واختلاف الفصول وحدوث ما يناسب كل فصل في وقته الى غير ذلك مرج البحرين أى أرسلهما من مرجت الدابة أذا أرسلتها والمعنى أرسل البحر الملح والبحر العذب يلتقيان أى يتجاوران ويتماس سطوحهما لافصل بينهما في مرأى العين وقيل أرسل بحرى فارس والروم يلتقيان في المحيط لأنهما خليجان يتشعبنا منه بينهما برزخ أى حاجز من قدرة الله D أو من الأرض لا يبغيان أى لا يبغي أحدهام على الآخر بالممازجة وإبطال الخاصية أو لا يتجاوزان حديهما بإغراق ما بينهما فبأى آلاء ربكما تكذبان وليس منهما شىء يقبل التكذيب يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان