2321 - .
من عذابها الأليم وقد ذكر العذاب فقيل وفي الآخرة عذاب شديد لأنه من نتائج الانهماك فيما فصل من أحوال الحياة الدنيا ومغفرة عظيمة من الله ورضوان عظيم لا يقادر قدره وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور أى لمن اطمأن بها ولم يجعلها ذريعة الى الآخرة عن سعيد بن جبير الدنيا متاع الغرور إن الهتك عن طلب الآخرة فاما إذا دعتك الى طلب رضوان الله تعالى فنعم المتاع ونعم الوسيلة سابقوا أى سارعوا مسارعة المسابقين لأقرانهم في المضمار الى مغفرة عظيمة كائنة من ربكم أى إلى موجباتها من الأعمال الصالحة وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أى كعرضهما جميعا وإذا كان عرضها كذلك فماظنك بطولها وقيل المراد بالعرض البسطة وتقديم المغفرة على الجنة لتقدم التخلية على التحلية أعدت للذين آمنوا بالله ورسوله فيه دليل على أن الجنة مخلوقة بالفعل وأن الإيمان وحده كاف في استحقاقها ذلك الذى وعد من المغفرة والجنة فضل الله عطاؤه يؤتيه تفضلا وإحسانا من يشاء إيتاءه إياه من غير إيجاب والله ذو الفضل العظيم ولذلك يؤتى من يشاء مثل ذلك الفضل الذى لا غاية وراءه ما أصاب من مصيبة في الأرض كجدب ووعاهة في الزروع والثمار ولا في أنفسكم كمرض وآفة إلافي كتاب أى إلا متكوبة مثبتة في علم الله تعالى أو في اللوح من قبل ان نبرأها اى نخلق الأنفس أو المصائب أو الأرض إن ذلك أى إثباتها في كتاب على الله يسير لاستغنائه فيه عن العدة والمدة لكيلا تأسوا أى أخبرناكم بذلك لئلا تحزنوا على ما فاتكم من نعم الدنيا ولا تفرحوا بما آتاكم أى أعطاكم الله تعالى منها فإن من علم أن الكل مقدر يفوت ما قدر فواته ويأتي ما قدر إتيانه لا محالة لا يعظم جزعه على ما فات ولا فرحه بما هو آت وقرىء بما آتاكم من الاتيان وفي القراءة الأولى إشعار بأن فوات النعم يلحقها إذا خليت وطباعها وأما حصولها وبقاؤها فلا بد لهما من سبب يوجدها ويبقيها وقرىء بما أوتيتم والمراد به نفى الأسى المانع عن التسليم لأمر الله تعالى والفرح الموجب للبطر ولاختيال ولذلك عقب بقوله تعالى والله لا يحب كل مختال فخور فإن من فرح بالحظوظ الدنيوية وعظمت في نفسه اختال وافتخر بها لا محالة وفي تخصيص التذييل بالنهى عن الفرح المذكور إيذان بانه أقبح من الأسى