86 - .
عن ذلك سواء عليهم استغفرت لهم كما إذا جاءوك معتذرين من جناياتهم وقرىء استغفرت بحذف حرف الاستفام ثقة بدلالة أم عليه وقرىء آستغفرت بإشباع همزة الاستفهام لا بقلب همزة الوصل ألفا أم لم تستغفر لهم كما إذا أصروا على قبائحهم واستكبروا عن الاعتذار والاستغفار لن يغفر الله لهم ابدا لإصرارهم على الفسق ورسوخهم في الكفر إن الله لا يهدى القوم الفاسقين الكاملين في الفسق الخارجين عن دائرة الاستصلاح المنهمكين في الكفر والنفاق والمراد إما هم بأعيانهم والأظهار في موقع الإضمار لبيان غلوهم في الفسق أو الجنس وهم داخلون في زمرتهم دخولاأوليا وقوله تعالى هم الذين يقولون أى للأنصار لا تنفقوا على من عند رسول الله A حتى ينفضوا يعنون فقراء المهاجرين استئناف جار مجرى التعليل لفسقهم أو لعدم مغفرته تعالى لهم وقرىء حتى ينفضوا من انفض القوم إذا فنيت أزوادهم وحقيقته حان لهم ان ينفضوا مزادوهم وقوله تعالى ولله خزائن السموات والأرض رد وإبطال لما زعموا من أن عدم إنفاقهم يؤدي الى انفضاض الفقراء من حوله A ببيان ان خزائن الأرزان بيد الله تعالى خاصة يعطة من يشاء ويمنع من يشاء ولكن المنافقين لا يفقهون ذلك لجهلهم بالله تعالى وبشئونه ولذلك يقولون من مقالات الكفر ما يقولون يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل روى أن جهجاه بن سعيد أجير عمر رضى الله عنه نازع سنانا الجهنى حليف ابن أبيى واقتتلا فصرخ جهجاه ياللمهاجرين وسنان بالأنصار فاعان جهجاها جعال من فقراء المهاجرين ولطم سنان فاشتكى الى اين أبى فقال للأنصار لا تنفقوا الخ والله لئن رجدعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الذل عنى بالأعز نفسه وبالأذل جانب المؤمنين وإسناد القول المذكور الى المنافقين لرضاهم به فرد عليهم ذلك بقوله تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين أى ولله الغالبة والقوة ولمن أعزه من رسوله والمؤمنين لا لغيرهم ولكن المنافين لا يعلمون من فرط جهلهم وغرورهم فيهذون ما يهذون روى أن عبد الله بن أبى لما أراد أن يدخل المدينة اعترضه ابنه عبدالله بن عبدالله بن ابي وكان مخلصا وقال لئن لم تقر لله ولرسوله بالعز لأضربهم عنقك فلما