54 - .
يوم القيامة وقال E إني لأعلم أخذ الناس بها لكفتهم ومن يتق الله فما زال يقرؤها ويعيدها وروى أن عوف بن الأشجعي أسر المشركون ابنه سالما فأتى رسول الله A فقال اسر ابنى وشكا إليه الفاقة فقال E اتق الله وأكثر قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ففعل فبينا في بيته إذ قرع ابنه الباب ومعه مائة من الإبل غفل عنها العدو فاستقها فنزلت ومن يتوكل على الله فهو حسبه أى كافيه في جميع أموره إن الله بالغ أمره بالإضافة اى منفذ أمره وقرىء بتنوين بالغ ونصب أمره أى يريده لا يفوته مراد ولا يعجزه مطلوب وقرئ برفع امره على أنه مبتدأ وبالغ خبر مقدم والجملة خبر إن أو بالغ خبر إن وأمره مرتفع به على الفاعلية أى نافذ امره وقرىء بالغا أمره على أنه حال وخبرإن قوله تعالى قد جعل الله لكل شيء قدرا أى تقدير وتوقيتا أو مقدار و هو بيان لوجوب التوكل عليه تعالى وتفويض الأمر إليه لأنه إذا علم أن كل شيء من الرزق وغيره لا يكون إلا بتقديره تعالى لا يبقى إلا التسليم للقدر والتوكل على الله تعالى واللائى يئسن من المحيض من نسائكم لكبرهن وقد قدروه بستين سنة ويخمس وخمسين إن أرتبتم أى شككتم وجهلتم كيف عدتهن فعدتهن ثلاثة اشهر واللائي لم يحضن بعد لصغرهن أى فعدتهن أيضا كذلك فحذف ثقة بدلالة ما قبله عليه وأولات الأحمال أجلهن أى منتهى عدتهن أن يضعن حملهن سواء كن مطلقات أو متوفى عنهن أزواجهن وقد نسخ به عموم قوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا لتراخى نزلوله عن ذلك لما هو المشهور من قول ابن مسعود رضى الله عنه من شاء باهلته أن سورة النساء القصرى نزلت بعد التي في سورة البقرة وقد صح أن سبيعة بنت الحرث الأسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بليال فذكرت ذلك لرسول الله A قال لها قد حللت فتزوجى ومن يتق الله في شأن أحكامه ومراعاة حقوقها يجعل له من أمره يسرا أى يسهل عله أمره ويوفقه للخير ذلك إشارة إلى ما ذكر من الأحكام وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان ببعد منزلته في الفضل وإفراد الكاف مع أن الخطاب للجمع كما يفصح عن قوله تعالى أمر الله أنزله إليكم لما أنها لمجرد الفرق بين الحاضر والمنقضى لا لتعين خصوصية المخاطبين وقدمر في قوله تعالى ذلك بوعظ به كان منكم يؤمن بالله من سورة البقرة ومن يتق الله بالمحافظة على أحكامه يكفر عنه سئاته فإن الحسنات يذهبن السيئات ويعظم له اجرا بالمضاعفة