70 - سورة المعارج 5 8 .
عليه السلام اني ذاهب الى ربي اي الى حيث امرني به في يوم كان مقداره خمسين الف سنة مما يعده الناس وهو بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها على منهاج التمثيل والتخييل والمعنى انها من الارتفاع بحيث لو قدر قطعها في زمان لكان ذلك الزمان مقدار خمسين الف سنة من سنى الدنيا وقيل معناه تعرج الملائكة والروح الى عرشه تعالى في يوم كان مقداره كمقدار خمسين الف سنة اي يقطعون في يوم ما يقطعه الانسان في خمسين الف سنة لو فرض ذلك وقيل في يوم متعلق بواقع وقيل بسأل على تقدير كونه من السيلان فالمراد به يوم القيامة واستطالته اما لأنه كذلك في الحقيقة او لشدته على الكفار او لكثرة ما فيه من الحالات والمحاسبات وأيا ما كان فذلك في حق الكافر وأما في حق المؤمن فلا لما روي ابو سعيد الخدري Bه انه قيل لرسول الله A ما أطول هذا اليوم فقال E والذي نفسي بيده انه ليخف على المؤمن حتى أنه يكون اخف من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا وقوله تعالى فاصبر صبرا جميلا متعلق بسأل لأن السؤال كان عن استهزاء وتعنت وتكذيب بالوحي وذلك مما يضجره E أو كان عن تضجر واستبطاء للنصر أو بسأل سائل او سال سيل فمعناه جاء العذاب لقرب وقوعه فقد شارفت الانتقام انهم يرونه اي العذاب الواقع او يوم القيامة على تقدير تعلق في يوم بواقع بعيدا اي يستبعدونه بطريق الاحالة فلذلك يسألون به ونراه قريبا هينا في قدرتنا غير بعيد علينا ولا متعذر على أن البعد والقرب معتبران بالنسبة الى الامكان والجملة تعليل للأمر بالصبر وقوله تعالى يوم تكون السماء كالمهل متعلق بقريبا اي يمكن ولا يعتذر في ذلك اليوم او بمضمر دل عليه واقع او بمضمر مؤخر اي يوم تكون السماء كالمهل الخ يكون من الأحوال والأهوال ما لا يوصف او بدل من في يوم على تقدير تعلقه بواقع هذا ما قالوا ولعل الأقرب ان قوله تعالى سأل سائل حكاية لسؤالهم المعهود على طريقة قوله تعالى يسألونك عن الساعة وقوله تعالى ويقولون متى هذا الوعد ونحوهما اذ هو المعهود بالوقوع على الكافرين لا ما دعا به النضر او ابو جهل الفهري فالسؤال بمعناه والباء بمعنى عن كما في قوله تعالى فأسال به خبيرا وقوله تعالى ليس له دافع الخ استئناف مسوف لبيان وقوع المسؤل عنه لا محالة وقوله تعالى فاصبر صبرا جميلا مترتب عليه وقوله تعالى انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا تعليل للأمر بالصبر كما ذكر وقوله تعالى يوم تكون الخ متعلق بليس له دافع او بما يدل هو عليه اي يقع يوم تكون السماء